وصف المؤلفب لأهل زمانه: اله درهم ما أنصفهم وما أعرفهم بالفضل لأهله، إنما يعرف الفضل لأهل الضل ذووه، فأين ذاك من زمن لا يعرفون(1) منكرا، وإن عرفوه لا ينكرونه بل ايدبون(2) على المواظبة(5) عليه، وإن وجدوا مائر حسنة لأهلها لم يألوا جهدا في أطماسها وإخمادها، وإن قدر الله بإظهارها عنفوا ناقلها واستهزأوا به وردوها عليه من كل وجه، وربما أولوها على مقتضى تأويلاتهم الفاسدة وأخرجوها عن قالبها إلى لقوالب ما طبعوا عليه من الحرمان، لا جمع الله شملهم ولا أكثر في الدنيا مثلهم! وما انصف قصيدتي (4) المنبئة بأوصافهم فيهم، وضمناها تأليفنا (محدد السنان في إخوان الخان)(5) مع الإشارة إلى بعض ما هم عليه من الأوصاف القبيحة، فمن أراده فليطالعه.
وومن إنصاف الشيخ العطار وانقياده للحق والعمل به ما يحكى أنه كان له خصام ففي بعض أجنة(2) المدينة مع الصلاية(2) وقاضي الجماعة إذ ذاك الغربي(8)، وطال انزاعهم وترافعهم إلى الحكام كل منهم يدلي بحجته ويقابله خصمه يضدها، وكشر ااستفتاؤهم من علماء العصر إلى أن لجأوا إلى تحكيم العالم الرباني الصالح الشيخ الوزان فاجتمعوا لديه وحضر الخاص والعام في / مجلسهم، فعندما ذكر قاضي 17 الجماعة أشهدكم أني حكمت الشيخ(6) طار قلب الشيخ العطار فرقا خيفة من أن يكون أشهد بالحكم عليه فتنقطع حجته، ويقال إن تلك كانت سبب علة موته.
وهذا - رحمه الله - من وقوفه على جادة الطريق ومعرفته بحق الشرع وحرمته (1) كذا، وهو يعني آهل زمانه.
(2) كذا، ولعله يعني بها يعملون على..
) في الأصل (المواضبة) .
(4) في الأصل (قصدتي) .
(5) درسنا هذا الكتاب في كتابنا (شيخ الاسلام عبد الكريم الفكون) ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1986 .
(6) أي البساتين.
(7) كذا، وقد صححت في هامش الأصل (ابن قلابة) .
(9) سيأتي الحديث عنه، ويعني به أبا الفضل الغربي.
(9) أي الوزان.
Bilinmeyen sayfa