القبيلة الرواشد(1)، وانتقل إلى جبل زواوة، فقرأ ابن الحاجب على قطب دائرتها في زنمنه الفقيه الصالح أبي محمد عبد الله محمد بن مصباح، وقرأ النحو على الفقيه االحوي أبي محمد عبد العزيز الخراز وغيره من أهل المغرب، وكانت له بالنحودراية ومعرفة وكان يلقب بسيبويه زمنه. وانتقل لنقاوس فدرس بها ووكانت شهرته بقسنطينة وبها انتشر علمه وأقبلت إليه الطلبة وانتفعوا به وكشر احثه وعلت عارضته، وحصلت له مشاركة في الأصول والمنطق والبيان/ بحسب التح عند مطالعة كتب أصحابها إذ لم يكن له فيها شيخ كغيرها، وله سند في قراءه ه اعقائد الشيخ السنوسي لمؤلفها، ثم إنه أراد أن يرتحل لزواوة في أوائل القرن الحادي اعشر، لقراءة السبع فاجتمع إليه خواص البلد لإمساكه وقالوا له : عندك ما يكفيك من العلم وهذا فرض كفاية واشتغالك بتعليم أولاد المسلمين ربما يكون أرجح، وأجاب اعن نفسه : بأنه فرض كفاية تعين علي طلبه لما أحسست في نفسي من القابلية ورأيت اعيري معرضا عن أخذه وعدم القيام به ، فترك، وارتحل للأستاذ الفقيه أبي محمد اعبدالله أبي القاسم، وكان قرأه هو على مشيخته الفاسيين (2) . وأقام عنده سنة أو أزيد قاليلا فجاء وقد حصلت له ملكة عظيمة ومعرفة تامة بعلم القراءات.
ووكان - رحمه الله - من جملة الحفاظ، قصدته يوما لدار سكناه فخرج إلي بيد الح به ما يزيد على الخمسين بيتا من الشاطبية الكبرى(3). ويذكر أنه سريع لحفظه اولأكثر من ذلك العدد. وكان - رحمه الله - يثني على شيخه المذكور في علم القراءات 1 ويقول إنه يخلص نفسه في العربية(4)، وكان - رحمه الله - ذا خلق حسنة وبساطة والغالب عليه نثر الشعر العربي لكثرة اعتنائه به ، وكان في مجلس تدريسه متواتر الكلام في علم ما يقريه كأن ما ينفصل منه درر منظومة لا يتعلم(5) ولا يفصل بين (1) فهمنا من عبارة المؤلف أن التواتي من المغرب الأقصى، ومن ثمة فالراجح أنه يشير إلى بني راشا (الراشديون) مؤسسي مدينة شفشاون بشمال المغرب أواخر عهد بني وطاس . انظر الناصري، الاستقصا 1214، ط. 1066 2) الظاهر أنه يشير بذلك إلى ان الشيخ التواتي كان قد قرأ علم القراءات على شيوخ من القروين بفاس ) هي قصيدة (حرز الأماني ووجه التهاني) في القراءات من نظم القاسم بن فرة الشاطبي المتوفى اسنة 678 ه. وتسمى الشاطبية الكبرى لأن لناظمها قصيدة أخرى أصغر منها.
(1) يبدو آن المعنى هو أن شيخه كان يجيد القراءات، أما قواعد اللغة العربية فكان فيها وسطا (5) كذا، وهي إما يتلعثم أو يتعمل (أي يتكلف) .
Bilinmeyen sayfa