المعز وخاتمه إلى الأمير عز الدين الحلبي الكبير وسألته أن يقوم بالأمر، فلم يوافق أيضا، واستمر الحال تلك الليلة، فلما كان باكر نهار الأربعاء ركب الأمراء إلى الخدمة على العادة، وتحيرت شجر الدر فيما تفعل، فأرسلت إلى الملك المنصور علي بن المعز المذكور تقول له عن أبيه أنه ينزل إلى البحر في جمع من الأمراء لإصلاح الشواني المجهزة إلى دمياط ففعل.
ولما شاع الخبر بقتل الملك المعز أحدق العسكر بالقلعة، ثم دخلها مماليك الملك المعز والأمير بهاء الدين بغدي مقدم الحلقة، وطمع الحلبي في السلطنة، ووافقه جماعة من الصالحية، فلم ينتج أمره، ثم حضر الوزير الفائزي إلى القلعة، واتفقوا على سلطنة الملك المنصور علي بن الملك المعز أيبك المذكور وعمره نحو خمس عشرة سنة، فتسلطن، واستقر في الملك، وامتنعت شجر الدر مع جماعة في دار السلطنة، وطلب مماليك المعز الهجم عليها، فلم يمكنوهم مماليك الملك الصالح
1 / 27