345

إثباتا (على سبيل التنبيه والتذكير) إشارة شديدة الوقوع (6) عند من له قوة على ملاحظة الحق نفسه من غير احتياج إلى تثقيفه (1) وقرع عصاه وصرفه عن المغلطات.

فنقول : «يجب أن يتوهم الواحد منا كأنه خلق دفعة ، وخلق كاملا ، لكنه حجب بصره عن مشاهدة الخارجات ، وخلق يهوي في هواء وخلاء ، هويا لا يصدمه فيه قوام الهواء صدم ما (2) (7) يحوج إلى أن يحس ، وفرقت (8) بين أعضائه فلم تتلاق ولم تتماس ، ثم يتأمل أنه هل يثبت وجود ذاته فلا (9) يشك في اثباته لذاته موجودا ، ولا يثبت مع ذلك طرفا من أعضائه. ولا باطنا من أحشائه ، ولا قلبا ولا دماغا ولا شيئا من الأشياء من خارج ؛ بل كان يثبت ذاته ولا يثبت لها طولا ولا عرضا ولا عمقا ، ولو أنه أمكنه في تلك الحال أن يتخيل هذا (10) أو عضوا آخر ، لم يتخيله جزءا من ذاته ولا شرطا في ذاته. وأنت تعلم أن المثبت غير الذي لم يثبت ، والمقر به غير الذي لم يقر به ، فإذن للذات التي أثبت وجودها خاصية لها على أنها هو بعينه غير جسمه وأعضائه التي لم تثبت ، فإذن المثبتة (3) (11) له سبيل على تنبهه (12) على وجود النفس شيئا غير الجسم ، وأنه (4) عارف به مستشعر له ، فإن (13) كان ذاهلا عنه ، يحتاج إلى أن يقرع عصاه» (5) انتهى كلامه.

«في شرح كلام الشيخ»

** وأقول وبالله التوفيق :

قوله : «في إثبات النفس وتحديدها من حيث هي نفس» ، أي من حيث إن لها إضافة

Sayfa 17