ذكره البدر الأمير في ((سبل السلام)) في حديث معقل بن يسار، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)) متفق عليه.
ذكره ابن حجر في (بلوغ المرام) وأخرجه البخاري من رواية الحسن.
وكل ذلك خلاف ما هو المقصود من ولايته والمطلوب من زعامته، فلو لم يرد في النهي عن الاحتجاب شيء لكان خبر (المجموع) كافيا، فكيف وقد وردت الأدلة المذكورة المصرحة بأشد الوعيد عليه إذا احتجب عنهم؟
ولا خلاف في وجوب تسهيل الحجاب على الإمام، وكل من ولايته أصلية أو مستفادة فيما تولاه بين علماء الإسلام قديما وحديثا.
وذكروه في مؤلفاتهم في الحقوق الواجبة على الإمام ومن ولايته منه كما عرفت ذلك فيما ذكرنا عنهم في الحديث قبل هذا، أو لما في الاحتجاب من المنافاة لصفات أهل العدل، وتسهيله من أهم ما يجب عليه وأعظم معين عليه يتعهد الضعفاء والمظلومين، والمساكين، والبحث عن أحوالهم بثقات يرفعون حوائج المحتاجين إليه، ويوصلون أغراضهم إلى مقامه، لما في ذلك من حسن معاملتهم بتيسير حوائجهم، ولما في تمام حديث عائشة عند مسلم بلفظ: ((ومن ولي من أمور أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)) ذكره البدر الأمير في ((سبل السلام)) .
وكان الخليفة عمر بن الخطاب يدور بالليل لمثل هذا المقصد، ويأتي منازل الضعفاء والمحاويج، ويسألهم عن أحوالهم.
Sayfa 138