Çağdaş Arap Düşüncesinde Metodoloji: Kuruluş Kaosundan Sistemli Düzenlemeye
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
Türler
القطع مع الطريقة والمنهجية التي عالج بها الفكر النظري - الكلام والفلسفة - العلاقة بين الدين والفلسفة، لقد رفض طريقة المتكلمين في التوفيق بين العقل والنقل ورفض طريق الفلاسفة الهادف إلى دمج الدين في الفلسفة، والفلسفة في الدين، ويبرر هذه القطيعة التي أنجزها ابن رشد - حسب تفسيره - بأن المتكلمين ضيقوا على العقل وشوهوا الواقع من خلال تحكيم عقلهم التجريبي التجزيئي في الدين، وأن الفلاسفة حكموا «العلم» في الدين وقيدوا العلم بالفهم الذي يكونونه لأنفسهم عن الدين. وابن رشد قطع مع هذا النوع من التفسيرات والتأويلات والعلاقة بين الدين والفلسفة وبدأ عصرا جديدا للتدوين وفق معطيات جديدة تؤسس لهذه العقلانية التي يدافع عنها الجابري ويبشر بها في مشروعه، لكن ابن رشد - في رأيه - لم يقطع فحسب بل قدم البديل، الذي يمكننا من توظيفه في بناء «العلاقة بين تراثنا والفكر العالمي المعاصر بشكل يحقق لنا ما ننشده من أصالة ومعاصرة (...) فلنقتبس منه هذا المنهج في تعاملنا مع تراثنا من الداخل ومع الفكر العالمي المعاصر (...) فنبني لأنفسنا فهما علميا موضوعيا للجانبين معا يساعدنا على الربط بينهما في اتجاه تحديث أصالتنا وتأصيل حداثتنا.»
110
هكذا أسس الجابري لعلاقة التنافر بين عقلين ومجالين، مجال البيان الذي يمثله ابن سينا ومجال البرهان الذي يمثله ابن رشد، فالقطيعة التي «صورها بينهما تمس كلا من الإشكالية والمنهج والمفاهيم، معتبرا أن الأول فكر داخل إشكالية هي غير إشكالية الآخر وبجهاز معرفي يختلف عما لدى نظيره، مؤكدا أن ابن رشد حقق تقدما على ابن سينا في الحقل الذي ينتميان إليه،
111
على مستوى المقدمات والمنطق الاستدلالي المعتمد، مع أن التاريخ والمسار بين الرجلين وبين تيارات التراث الفكري للأمة يبين أن هناك مشتركات تجمع بينهما، فمنهج القياس لم يكن منهج فئة دون أخرى، والعقلانية لم يختص بها مجال دون آخر.
لكن المنهج الانتقائي الذي سلكه الجابري شوش بين مجالات التراث، وخلق في وعي القارئ حالة من الانفصام بين حقول معرفية شكلت فيما بينها حلقات متناغمة وإن اختلفت في طرق الاستمداد، ولا يمكن أن نفسر هذا المنهج عند الجابري إلا بثقل البعد الأيديولوجي في قراءته للخريطة الفكرية العربية الإسلامية لإشباع حاجات حددت سلفا، فيتجه إلى التراث متوسلا به قصد إشباعها، فيختار لهذا البعد خريطة معرفية محددة تشبع في نظره هذه الحاجات المعاصرة، ويعتبر بلقزيز هذه الانتقائية «فضيحة» مست العقل العربي الناقد في علاقته مع التراث العربي، ويمثل الجابري قمة هذه الانتقائية.
112
إن الانتساب إلى ابن رشد وفلسفته - كما يؤكد طه عبد الرحمن - سواء عندنا أو عند الغرب هو «بث روح العلمانية في نفوس المسلمين والعرب كما هي مبثوثة في الفكر الفلسفي الغربي، والدليل على ذلك دليلان:
أحدهما:
أن الرشدية «اللاتينية» في القرن الثالث عشر اشتهرت بخروجها عن الفلسفة اللاهوتية للكنيسة، وقد استندت في هذا الخروج إلى فهم علماني لفلسفة ابن رشد؛ حيث جعلت فيها فلسفة قائمة على ضربين من المبادئ، كلاهما يصادم الفلسفة اللاهوتية المقررة: مبادئ مادية تخالف ما تقرر في المجتمع المسيحي من معتقدات دينية (...) إنكار العناية الإلهية، الحرية وخلود النفس، والمبادئ المنهجية القائلة بتكافؤ الحقيقة الدينية والعلمية الذي يترتب عليه العمل بإحدى الحقيقتين دون الأخرى، فصار الرشديون «اللاتين» إلى الاستغناء بالفلسفة «الأرسطية» عن اللاهوت المسيحي.
Bilinmeyen sayfa