Çağdaş Arap Düşüncesinde Metodoloji: Kuruluş Kaosundan Sistemli Düzenlemeye
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
Türler
أما المجال الثاني فهو «المضمون الأيديولوجي» لإعادة نوع من الترابط بين الفكر والواقع من خلال الوظيفة الأيديولوجية التي يحملها ذلك الفكر.
تمكننا هذه الخطوات المنهجية وعناصر الرؤية - يقول الجابري - من الوعي بإشكالات التراث، وتحديد مستويات التعامل معها؛ في أفق توظيفه في حياتنا الفكرية الراهنة على مستوى الفهم والاستيعاب الكلي، وعلى مستوى الاستثمار والاتجاه نحو أعلى مراحل التقدم فيه، منبها إلى أن ما يزيد المشكلات تعقيدا في هذا التعامل داخل الفكر العربي المعاصر، هو الطرح الخاطئ لقضية التعامل مع التراث، التي تشكل إحدى المحددات الأساسية لإشكاليته، ولكونه يطرح المشكلات التي يواجهها في إطار هذه الإشكالية طرحا خاطئا.
55
والمنهج في كتابات الجابري - كما يؤكد - مسترسل، لكن لا ليكرر نفسه، بل ليكيف خطواته وأدواته مع المعطيات التي يتعامل معها، ويتمم عملية اكتشاف نفسه، وهذا واضح من المداخل والمقاربات التي افتتح بها كل جزء من أجزاء مشروعه في نقد العقل العربي.
بهذه الخطوات يحقق الجابري معنى الانتظام في المنهج بدل الفوضى التي سادت الدراسات السابقة، و«الانتقال من التناول «الأيديولوجي» للتراث إلى التراث باعتباره سؤالا «معرفيا»؛ أي من سؤال: لماذا الحاجة إلى قراءة التراث؟ إلى سؤال: كيف نقرأ التراث؟ وسؤال الكيفية هنا هو سؤال الرؤية والمنهج؛ السؤال الذي يقتحم التراث ويبحث فيه، لا «السؤال» الذي يتخذ من التراث تكأة لينتج خطابا أيديولوجيا.»
56
وينتقد الجابري القراءات السابقة للتراث في بعدها الإبستيمولوجي لأنها «مؤسسة على طريقة واحدة في التفكير؛ الطريقة التي سماها الباحثون العرب القدامى ب «قياس الغائب على الشاهد» [أي إن] هناك دوما «شاهد» يقاس عليه «الغائب». الغائب هنا هو المستقبل. (...) أما الشاهد فهو بالنسبة لكل اتجاه الشق الأول من السؤال الذي يطرحه.»
57
فهي قراءات سلفية الرؤية والمنهج.
ويحق لنا أن نتساءل بعد الذي عشناه مع هذا المشروع من متعة وسياحة فكرية وقوة في المراجعات: هل فعلا انتهينا من إشكالية المنهج من خلال الخطوات المقترحة وسويت المسألة أم أن الأمر أعقد مما يتصور الجابري؟ ما حدود التوفيق لهذه المنهجية المقترحة؟ ألم يكن خطاب الجابري حول التراث خطاب نقائض أيديولوجيا عكس ما قرره من أن الهم الإبستيمي هو رهانه الأول في كل هذا الجهد؟ نؤجل القول في هذه الأسئلة إلى المبحث الرابع من هذا الفصل حيث مجاله الطبيعي. (2-2) تأسيس المفاهيم المعرفية المنهجية في مشروع الجابري: المرجعيات والأصول
Bilinmeyen sayfa