Manhaj al-Naqd fi 'Ulum al-Hadith
منهج النقد في علوم الحديث
Yayıncı
دار الفكر
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yılı
١٤٠١ هـ -١٩٨١ م
Yayın Yeri
دمشق - سورية
Türler
بنت قيس أن زوجها طلقها ثلاثا فلم يجعل رسول الله ﷺ لا سكنى ولا نفقة، قال عمر: لا نترك كتاب الله وسنة نبينا ﷺ لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت، لها السكنى والنفقة، قال الله ﷿: ﴿لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾.
وتلكم عائشة ﵂، فيما أخرجه الشيخان (١) سمعت حديث عمر وابنه عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه". فقالت: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله ﷺ أن الله يعذب المؤمنين ببكاء أحد، ولكن قال: "إن يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه"، وقالت: حسبكم القرآن: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ زاد مسلم "إنكم لتحدثوني غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ".
وجدير بالتنبيه أنهم إنما كانوا يفعلون ذلك للاحتياط في ضبط الحديث لا لتهمة أو سوء ظن، فهذا عمر ﵁ يقول: "إني لم أتهمك ولكن أحببت أن أثبت". وكذلك رد بعض الأحاديث كان اجتهادا منهم لمخالفتها ما استنبطوه من القرآن، لذلك نجد بعض الصحابة ومن بعدهم عملوا بما رده غيرهم، لأنهم باجتهادهم رأوه غير معارض للأدلة.
_________
(١) البخاري في الجنائز: ٢: ٧٧ - ٨٠، ومسلم: ٣: ٤٢ - ٤٣. وذكره الزركشي في الإجابة ١٠٢ - ١٠٣ وانظر ٧٦ - ٧٧. والسيوطي في عين الإصابة ق ٩٢ أ. وقد جمع هذا الإمامان في كتابيهما ما ورد من استدراك عائشة على الصحابة ومناقشاتها، فأفادا فوائد عظيمة.
1 / 54