448

Görüş Kitabı

كتاب المناظر

Türler

[233] فإذا نظر البصر إلى مبصر من المبصرات المتحركة ولم يلبث في مقابلته إلا زمانا يسيرا، وكان ذلك المبصر بطيء الحركة، وكانت المسافة التي يقطعها ذلك المبصر في ذلك القدر من الزمان الذي أدرك فيه البصر ذلك المبصر غير محسوسة، فإن البصر يدرك ذلك المبصر ساكنا، لأن البصر إذا أدرك المبصر في موضع واحد وعلى وضع واحد زمانا محسوسا فإنه يدركه في ذلك القدر من الزمان ساكنا ولا يحس بحركته في ذلك القدر من الزمان، ولذلك يدرك الكواكب كأنها ساكنة إذا لم يطل النظر إليها. وإذا أدرك البصر المبصر المتحرك ساكنا فهو غالط في سكونه. والغلط في السكون هو غلط في القياس لأن السكون يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي يدرك فيه البصر المبصر الذي بهذه الصفة عن عرض الاعتدال، لأن البصر إذا أدرك المبصر وثبت في مقابلته زمانا مقتدرا يقطع ذلك المبصر في مثله مسافة محسوسة فإن البصر يدرك حركة ذلك المبصر، إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر في عرض الاعتدال.

[234] وقد يدرك البصر المبصر المتحرك ساكنا إذا كانت حركته في غاية السرعة أيضا، وذلك مثل الدوامة إذا كانت سريعة الحركة، فإن البصر يدرك الدوامة إذا كانت متحركة حركة سريعة كأنها ساكنة، وذلك لأن البصر يدرك كل جزء من أجزاء الدوامة في جميع الدائرة التي يتحرك عليها ذلك الجزء في زمان في غاية الصغر ليس في قدرة الحس تمييز لجزائه، وذلك لأن الدوامة إذا كانت حركتها في غاية السرعة فإن كل جزء منها يقطع الدائرة التي يتحرك عليها في زمان في غاية الصغر، وقد تبين فيما تقدم أن البصر ليس يدرك الحركة إلا في زمان محسوس.

Sayfa 511