440

Görüş Kitabı

كتاب المناظر

Türler

[211] وقد يعرض الغلط في الحسن والقبح أيضا من أجل خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر إذا كان شكله مستحسنا، أو لونه أو أشكال أجزائه أو أحد المعاني الظاهرة التي تكون فيه أو مجموعها، وكان فيه مع ذلك معان لطيفة كسائر أجزاء الصورة إن كانت من الحيوان وكالوشوم وسوء ترتيب الأجزاء وتباينها أيضا إذا كانت من الجمادات، فإن البصر إذا أدرك مبصرا من المبصرات التي بهذه الصفة في الضباب وفي القتام فإن البصر يدرك المعاني الظاهرة التي في ذلك المبصر التي هي مستحسنة، ولا يدرك المعاني اللطيفة التي فيها التي تقبح تلك الصورة، ولا يدرك الصورة إدراكا محققا. وإذا أدرك البصر المبصر المستقبح حسنا فهو غالط في حسنه. [212|] وكذلك إذا كانت المعاني الظاهرة التي في الصورة مستقبحة، وكانت المعاني اللطيفة التي فيها مستحسنة، كتناسب أعضاء الحيوان والمعاني اللطيفة التي تكون فيها، وكالنقوش الدقيقة والألوان المختلفة المتناسبة التي تكون في الجادات، فإن البصر إذا أدرك مبصرا من المبصرات في الهواء الغليظ الخارج عن الاعتدال فإنه يدرك صورته مستقبحة، لأنه يدرك المعاني الظاهرة التي هي مستقبحة في تلك الصورة ولا يدرك المعاني اللطيفة التي بها تحسن تلك الصورة. وإذا أدرك البصر الصورة المستحسنة قبيحة فهو غالط في قبحها.

[213] وكذلك إذا أدرك البصر مبصرين يتشابهان في المعاني الظاهرة ويختلفان في معان لطيفة، وكان إدراكه لها في هواء غليظ كالضباب والقتام والدخان، فإ|نه يدرك المعاني الظاهرة التي فيهما ولا يدرك المعاني الخفية التي تكون فيهما. وإذا كان المبصران يتشابهان في المعاني الظاهرة، ويختلفان في المعاني الخفية، فهو يدركهما متشابهين ولا يدرك اختلافهما ولا يحكم لهما بشيء من الاختلاف وإذا أدرك البصر المبصرين المختلفين متشابهين على الإطلاق فهو غالط في تشابههما.

[214] وكذلك إذا كان المبصران يختلفان في المعاني الظاهرة ويتشابهان في المعاني الخفية فإن البصر يدركهما في الهواء الغليظ مختلفين ولا يحس بتشابههما. وإذا أدرك البصر المبصرين المتشابهين مختلفين على الإطلاق فهو غالط في اختلافهما.

[215] والغلط في الحسن وفي القبح وفي التشابه وفي الاختلاف هي أغلاط في القياس لأن هذه المعاني تدرك بالقياس، ولأن هذه الأغلاط إنما هي لتعويل البصر على المعاني الظاهرة وسكونه إلى نتائجها. وعلة هذه الأغلاط هي خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال، لأن المبصرات التي بهذه الصفة إذا أدركها البصر في هواء لطيف متشابه الشفيف فإنه يدرك كل واحد منها على ما هو عليه، ويدرك الحسن حسنا والقبيح قبيحا والمتشابهين متشابهين والمختلفين مختلفين، ولا يعرض له الغلط في شيء من العاني التي فيها، إذا كانت المعاني الباقية التي في تلك المبصرات في عرض الاعتدال.

Sayfa 503