367

Görüş Kitabı

كتاب المناظر

Türler

[29] وقد يعرض الغلط في الاتصال أيضا من أجل تفاوت البعد. وذلك أنه إذا كانت مبصرات متشابهة اللون متفرقة وكان عرض التفرق الذي بينها يسيرا، أو كانت متماسة، وأدركها البصر من بعد متفاوت، فإن البصر يدرك المبصرات التي بهذه الصفة جسما واحدا متصلا إذ لم يكن قد تقدم العلم بتلك الأجسام. وذلك لأن التفرق اليسير والتماس الذي بين المبصرات قد يخفى من البعد البعيد الذي يدرك منه كل واحد من تلك المبصرات إذا كانت تلك المبصرات أفسح أقطارا من عرض التفرق، وإذا خفي التفرق الذي بين الأجسام أدرك البصر تلك الأجسام متصلة كأنها جسم واحد. ومن المبصرات التي بهذه الصفة الستر التي ربما عملت على رؤوس الحيطان من الألواح الخشب التي يقترن بعضها ببعض. فإن الألواح التي بهذه الصفة إذا أدركها البصر من بعد متفاوت، ولم يظهر الضوء من مواضع فصولها، فإنه يدركها كأنها جسم واحد متصل ولا يحس مواضع فصولها. وكذلك الأسرة التي تتخذ من الألواح الخشب، إذا كان السرير من ألواح مقترن بعضها ببعض، فإن البصر إذا أدرك السرير الذي بهذه الصفة من بعد متفاوت فإنه يدركه كأنه جسم واحد متصل ولا يحس بمواضع الفصول التي بين تلك الألواح. وكذلك كلما جرى هذا المجرى من الأجسام المتضامة المتشابهة الألوان التي تكون فصولها ضيقة إذا أدركها البصر من بعد متفاوت

[30] وإذا أدرك البصر الأجسام المتفرقة جسما واحدا متصلا فهو غالط فيما يدركه من اتصالها ويكون هذا الغلط غلطا في القياس لأن الاتصال يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال لأن المبصرات التي بهذه الصفة إذا كانت على ابعاد معتدلة فإن البصر يدرك التفريق والالتماس الذي بين تلك المبصرات، ويدرك كل واحد من تلك المبصرات على ما هو عليه، إذا كانت المعاني الباقية التي في تلك المبصرات في عرض الاعتدال.

.ح.

[31] وقد يعرض للبصر من غلطه في التفريق وفي الاتصال أن يكون مع ذلك غالطا في العدد أيضا. فإنه إذا أدرك المبصرات المتفرقة الكثيرة واحدا، وأدرك المبصر الواحد المتصل كثيرا متفرقا، فهو غالط في العدد.

.ط.

Sayfa 430