[6] فأما لم ليس يدرك البصر المبصر إلا إذا كان فيه ضوء ما فإن ذلك لأحد أمرين: إما أن تكون صور الألوان التي في المبصرات ليس تمتد في الهواء إلا إذا صار مع اللون ضوء ما وإذا لم يكن في المبصر ضوء لم تمتد صورة لونه في الهواء ولم يصل إلى البصر من لون المبصر شيء فيكون البصر ليس يدرك المبصر الذي <ليس> فيه ضوء لأن صورة لونه ليس تصل إلى البصر، وإما أن تكون صورة اللون تمتد في الهواء وإن لم يحضر الضوء، إلا أنها لا تؤثر في البصر تأثيرا محسوسا، وإذا كانت مع الضوء أثرا في البصر بمجموعهما. وهو ظاهر أن صورة الضوء أقوى من صورة اللون وأن الضوء يقرع البصر ويؤثر فيه تأثيرا بينا. وصورة اللون ضعيفة، فليس في قوتها أن تؤثر في البصر كتأثير الضوء. وصورة اللون الذي في الجسم المضي ء تكون أبدا ممتزجة بصورة الضوء، فإذا وصلت صورة الضوء من المبصر إلى البصر فهي تؤثر فيه لقوتها ولتهيو البصر للانفعال بها، فالبصر يحس بها من تأثيرها ولأنها ممتزجة بصورة اللون وغير متميزة منها، فليس يحس البصر بصورة الضوء إلا ممتزجة، فهو يحس باللون من لون هذه الصورة، فيكون البصر إنما يحس بلون المبصر من اللون الممازج لصورة الضوء التي ترد إليه من [صفحة بيضاء في عا] المبصر ولذلك يدرك البصر لون المبصر بحسب الضوء الذي يكون في المبصر، ولذلك تتغير ألوان كثير من المبصرات عند البصر بتغير الأضواء التي تشرق عليها. فلأن صورة اللون ليس تؤثر في البصر إلا إذا كانت ممتزجة بالضوء، وليس يكون من اللون صورة إلا ذا كان فيه ضوء، صار البصر لا يدرك شيئا من المبصرات إلا إذا كان فيه ضوء ما.
Sayfa 192