247

Manar Huda

منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)

وسلم) يقينا فلا يشمل جميع المنازل مندفع بما ذكرناه من ثبوت الاخوة له اجماعا ، وليس كونها من النسب بواجب في صدقها مطلقا حتى تكون خارجة ، بل الواجب دخولها في مفهوم الخبر لثبوتها من وجه آخر وصحة اطلاقها على علي (ع) دائما فيقال هو اخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كثيرا ما يقول في علي (أخي وابن عمي واخي وصاحبي)، فالاخوة من هذا الوجه مرادة من الخبر يقينا ولم تستثن ، فالخبر شامل لجميع المنازل الا النبوة لا تخصيص فيه بدونها ، واذا ثبت لعلي جميع تلك المنازل من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التي من جملتها انه خليفته على الاطلاق ثبت كونه الامام بعده ، فدلالة هذا الخبر المتواتر على إمامة امير المؤمنين ( عليه السلام ) دلالة نص صريح لا تخفى استفادتها منه الا على جاهل صرف لا معرفة له بمعاني الألفاظ ، ولا علم له بتراكيب الكلام العربي ، أو معاند يرتكب تغيير المعاني ويتعسف طريق التأويل ، ولسنا في ذلك نبحث ولا انصافهم ندعي كما قدمنا القول فيه ، وقد تقدم عن ابن ابي الحديد اعترافه باستفادة ثبوت جميع منازل هارون من موسى ومراتبه غير النبوة لعلي ( عليه السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذا الحديث ، والانكار غير مقبول بعد الاقرار ، وما اورده بعض الخصوم كالقوشجي وغيره على دلالة الخبر على المطلوب مضافا الى ما سبق تارة باحتمال كون هارون خليفة لموسى ( عليهما السلام ) في حياته خاصة لأنه مات قبله ، وتارة باحتمال انه لو بقي بعد موسى ان تكون إمامته بالنبوة لا بالخلافة عن موسى ، فلا يلزم ان يكون علي إماما بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنه ليس بنبي تشكيك في المعلومات ، والجواب عن الأول بانا انما نتكلم على دلالة الألفاظ دون ما يئول إليه امر الناس من سبق موت الخليفة على من استخلفه ، فانا نعلم يقينا ان الرجل اذا اوصى الى اخر دل على انه النائب عنه بعد موته بحيث اذا مات كان للوصي التصرف ، ولو

Sayfa 256