194

Manar Huda

منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)

المحجلين) واليعسوب ذكر النحل وأميرها ، روى هاتين الروايتين أبو عبد الله احمد بن حنبل الشيباني في المسند وفي كتابه في فضائل الصحابة ورواهما ابو نعيم الحافظ في حلية الأولياء انتهى (1).

اقول : وقد مر ذكر هذه اللفظة في الأحاديث المذكورة أولا فراجع وفي رواية ابي رافع عن ابي ذر من قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) (وانت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين) وستاتي بتمامها ان شاء الله وقد اعترف ابن ابي الحديد كما سمعت في كلامه بان معنى اليعسوب الأمير فثبت من ذلك ان عليا ( عليه السلام ) أمير المؤمنين على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اذ لا فرق بين اللفظ ومرادفه عند جميع العقلاء فيثبت انه امامهم لأن معنى أمير المؤمنين امامهم بغير اختلاف فهي نص على إمامته بلا ريب ، فمن كان من المؤمنين واهل الدين فعلى أميره ومن لم يكن على اميره فليس من المؤمنين ولا من أهل الدين ، فما انكر ابن ابي الحديد أن يكون جملة من المهاجرين والأنصار خاطبوا عليا ( عليه السلام ) بأمير المؤمنين في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (1) ثم انكروا ذلك بعد واخفوه كسائر ما انكروا من فضائله واخفوا من مناقبه ، فإنه قد تواتر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : (سلموا على علي بامرة المؤمنين)، فاخفى القوم ذلك وستروه فصار مجهولا عند العامة ومعلوما عند الخاصة وسيأتي اعتراف المعتزلي بأن القوم قد فعلوا بفضائل امير المؤمنين ( عليه السلام ) ما ذكرناه وبه يزول ما استنكر منه هنا مع اعترافه بورود مماثلة في المعنى وكل ذلك من استحكام الشبه في اوهام القوم.

** وأما ما ورد بلفظ

عنه وعن احمد بن حنبل عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال

Sayfa 203