112

Manar Huda

منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)

بشاك في نفسه ولا متخوف عروض نقص في رأيه وقد ملئ بها نهج البلاغة وغيره مما لا مجال الى انكاره ولا سبيل الى دفعه.

والحاصل ان ما استدل به المعتزلي على مطلبه ليس بدليل بعد ما سمعت فيه من الكلام ولا يعارض على ما فيه من الاجمال والاشتباه الادلة الصريحة الدالة على وجوب عصمة الامام كما لا يخفى على ذي حجى ، وان الاستناد الى مثل هذه الأقوال المجملة القابلة للتأويل والمعارضة الادلة الصراح بها تشبث بما لا يجدي نفعا ولا يغني من الحق شيئا.

واعلم انه كما يجب عصمة الامام عن ارتكاب الآثام والخطأ في الاحكام كذلك يجب عصمته عن الغلط والسهو والنسيان لانه قدوة الانام ومعتمد اهل الاسلام ، فلو جاز عليه ذلك لم يحصل الوثوق التام بقوله ولا تطمئن النفوس في الاقتداء بفعله لتجويزها صدور الفعل منه اذ ذاك على جهة الغلط أو السهو أو النسيان وذلك كما علمت مناف لمنصب الامام ومناقض للغرض من نصبه فوجب أن يكون معصوما مما ينافيه.

وأجاز الصدوق محمد بن علي بن بابويه وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد (1) وقوع السهو والنسيان من الامام في غير تبليغ الاحكام لكنه من فعل الله به لا من فعل الشيطان ولا من ضعف قوته الحافظة بناء على جواز صدور

Sayfa 119