تخلف خلف الورد ليس بلا حق
إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر
أرى أخوينا من أبينا وأمنا
إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر
بلى لهما الأمر الذي ينكر أنه
ولو نكلا عنا لما خشي الأمر
أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا
هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر
هما أغمزا للقوم في أخويهما
فقد أصبحت منهم أكفهما صفر
هما أشركا في الأمر من لا أبا له
من الناس إلا أن يرس له ذكر
وليد أبوه كان عبدا لجدنا
إلى علجة زرقاء جال بها السحر
وتيم ومخزوم وزهرة منهم
فكانوا لنا مولى إذا بغى النصر
فقد سهفت أحلامهم وعقولهم
فكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر
فو الله لا تنفك منا عداوة
ولا منهم ما كان في نسلنا شفر (1)
فلم يزد هذا القول بني عبد شمس إلا تماديا على ما هم عليه للعداوة الأصلية لبني عبد مناف، ووقع ذلك من بني هاشم وبني عبد المطلب موقعا، صرف قلوبهم إلى نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله ما خلا ما كان من اللعين أبي لهب.
وكانوا بنو عبد المطلب وبنو هاشم في القديم كما ذكرنا أمرهم واحد، فقال أبو طالب:
حتى متى نحن على فترة
يا هاشما والقوم في جحفل
تدعون بالخيل على رقبة
منا لدى خوف وفي معزل
كالحرة السوداء تغلو بها
سرعانها في سبسب مجهل
عليهم الترك على رعلة
مثل القطا الساري للمنهل
يا قوم ذودوا عن جماهيركم
بكل مفضال على مسبل
Sayfa 88