وجعل يسأله ويذكر له وصية الحسن في أن لا يهاج في ذلك شر، وأن يدفن بالبقيع إلى جانب أمه، ولم يزل به حتى أجابه إلى ذلك وافترقوا.
وانتهى الأمر إلى معاوية أن الحسن أوصى أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: إن صدق ظني بمروان بن الحكم فإنه سيمنع من ذلك، وجعل يقول: إيها مروان أنت لها.
فلما جاءه الخبر سر بما بلغه من ذلك، وأثنى على مروان- لعنة الله- خيرا (1).
[خروج الحسين عليه السلام ومقتله]
وقام الحسين عليه السلام بالإمامة ودعى إلى نفسه واعتقد المؤمنون إمامته، ومات معاوية لعنة الله وقام ابنه يزيد لعنه الله مقامه، وبلغته أخبار الحسين، فتواعده وبلغ ذلك الحسين عليه السلام وبلغته فساد يزيد بالعراق، فخرج من المدينة بأهله وولده ومن خف معه من أهل بيته وبدأ بالحج فحج، فلما قضى حجه توجه إلى العراق لقيه ابن الزبير فقال له : يا أبا عبد الله إنك مطلوب، فلو أقمت بمكة فكنت أحد حمام هذا البيت، واستجرت بحرم الله.
فقال: «ليمنعني من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه سيستحل هذا الحرام من أجلي رجل من قريش. والله لا أكون أنا ذلك الرجل صنع الله بي ما هو صانع» وخرج يريد العراق، فلما مر بباب المسجد الحرام تمثل وقال:
لا ذعرت السوام في فلق الصبح
مغيرا ولا دعيت يزيدا
يوم أعطى مخافة الموت ضيما
والمنايا يرصدنني أن أحيدا (2)
وسار يريد العراق وبلغ يزيد سيره، وقيل له: إن صار إلى العراق قام معه أكثر أهله، وكان مسلم بن عقيل بن أبي طالب قد قام بالكوفة بدعوة الحسين عليه السلام وأجابه أهلها،
Sayfa 287