رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد فخالف أمره فتبرأ إلى الله منه ومن فعله، وإنما قدم علي أبا موسى على المناظرة عنه والحكومة بكتاب الله واستقضاه على ذلك ووكله عليه، فلما خالف أمره إلى غيره لم يجز فعله عليه، كما أنه لو وهب شيئا من ماله أو تصدق به عليه إذ لم يجعله له، وهذا ما لا اختلاف بين المسلمين فيه، وقد أجمع أهل المعرفة بالأخبار على أن أبا موسى خدع وسخر منه (1).
وقد قيل: إنه كان يتهم بالميل إلى أصحاب معاوية، وأي ذلك كان أو غيره مما خالف فيه أمر من أقامه، فقد بينا أنه لا يجوز فعله عليه، فزعم معاوية أنه صار بهذه
خدعت أبا موسى خديعة شيظم
يخادع سقبا في فلاة من الأرض
فقلت له إنا كرهنا كليهما
فنخلعهما قبل التلاتل والدحض
فانهما لا يغضيان على قذى
من الدهر حتى يفصلان على أمض
فطاوعني حتى خلعت أخاهم
وصار أخونا مستقيما لدى القبض
وإن ابن حرب غير معطيهم الولا
ولا الهاشمي الدهر أو يربع الحمض
كذبت ولكن مثلك اليوم فاسق
على أمركم يبغي لنا الشر والعزلا
وتزعم أن الأمر منك خديعة
إليه وكل القول في شأنكم فضلا
فأنتم ورب البيت قد صار دينكم
خلافا لدين المصطفى الطيب العدلا
أعاديتم حب النبي ونفسه
فما لكم من سابقات ولا فضلا
وأنتم ورب البيت أخبث من مشى
على الأرض ذا نعلين أو حافيا رجلا
غدرتم وكان الغدر منكم سجية
كأن لم يكن حرثا وأن لم يكن نسلا
Sayfa 256