واشوس كالليث لم تنهه
لدى الحرب زجرة لذي الزجرة
فكم من صريع له قد ثوى
طويل التأوه والزفرة (1)
وكان قد أسلم وتخلف عن الهجرة، فلما كان يوم بدر أخرج مشركوا قريش بني هاشم مكرهين، وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ للمسلمين: «من استطعتم أن تأسروه من بني هاشم فلا تقتلوه فإنما أخرجوا كرها» (2).
وكان فيمن أخرج منهم طالب فقال في ذلك:
يا رب إما خرجوا بطالب
في مقنب من هذه المقانب
فاجعلهم المغلوب غير الغالب
وارددهم المسلوب غير السالب (3)
فلما صاروا ببعض الطريق قيل ذلك عنه فقالوا: والله ما كان ينبغي لنا أن نخرج برجل من بني هاشم، لأنا نعلم أنهم لا يريدون إلا أن يظفر محمد، وحسبكم بقول طالب هذا. فاجتمعوا إليه فردوه من الطريق فانصرف إلى مكة.
وكان عقيل بن أبي طالب من أحب ولد أبي طالب إليه، ولما أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله والعباس لأخذ بعض ولده قال: إذا تركتم لي عقيلا فخذوا من شئتم.
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأخذ العباس جعفرا، وكان عقيل أضعف من بني أبي طالب، وهو على ذلك أجزل وأعف وأفضل من أخائرهم بني أمية عندهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: «يا عقيل إني لأحبك حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك» (4).
Sayfa 140