يكن ذلكم خيرا لكم من حرابنا
وبئس خلال الحرب حرب الأقارب
فلا تحسبونا مسلمين محمدا
لكم ما عنس ذمول براكب
له رحم فينا تعز جواره
فمن دونه ضرب الطلى والحواجب
وجرثومة من هاشم عرفت له
كرام مساعيها لؤي بن غالب
فمهلا ولما تشغب الحرب بيننا
بشنعاء تعمي كل أس ورائب
تفرق شعب الحي بعد اجتماعه
قبائل تبدي عن خدام الكواعب
وتذلل أقواما وكانوا أعزة
أصابهم دهرا كثير النوائب
فأقام كذلك بنو هاشم وبنو المطلب ثلاثة أعوام، لا يبايعون ولا يشارون ولا يصل إليهم ما يصل من الطعام إلا في خفية ورقبة، وكان حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد كثيرا ما يأتي بالطعام إلى بني هاشم عامة وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة، لمكان عمته خديجة بنت خويلد وكونها عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان حكيم ذا مال وجاه ومنعة في قريش، فكان يجئ بالقطار من الجمال بعد القطار ليلا فيولجه شعب بني هاشم، فظهر عليه أبو جهل في بعض ذلك فتعلق به وقال: أتذهب بالطعام إلى بني هاشم والله لا أدعك حتى أفضحك في قريش.
فجاء أبو البختري بن هشام بن حارث وقد تعلق به فقال: مالك وله؟
قال: يحمل الطعام إلى بني هاشم.
فقال أبو البختري: وما ذاك، طعام لعمته عنده بعث به إليها، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها؟ خل سبيل الرجل.
فأبى عليه أبو جهل، فوثب إليه أبو البختري فضربه بلحى جمل فشجه ووطئه وطئا شديدا، فصبر أبو جهل على ذلك ولم يظهره، خوفا من أن يتصل بني هاشم فيشمتوا به ورسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك كله منيع جانبه عزيز مكانه، والمسلمون كذلك وهم يزيدون، ولا ضير على بني هاشم ومن تولاهم، إلا ما منعوه من مبايعتهم.
وقال أبو طالب لأبي لهب في اعتزاله بني هاشم يستعطفه:
Sayfa 122