رسول الله صلى الله عليه وآله وأداروا فيه الآراء والحيل، فقال لهم عتبة بن ربيعة: يا معشر قريش أرى أن أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل منا بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا.
قالوا: نعم يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه.
فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من البسطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت آلهتهم ودينهم وكفرتهم ومن مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «قل يا أبا الوليد، أسمع ما تقول».
فقال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا القول مالا، جمعناه لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الأمر الذي يأتيك إنما يأتيك به رئيا تراه- يعني تابعا- لا تستطيع دفعه عن نفسك، طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبريك منه، فإنه ربما غلب التابع على عقل الرجل حتى يداوى منه، فانظر في أي ذلك تحبه أو كله، جمعناه لك أو فعلنا لك منه ما تريد.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «قد فرغت من كلامك يا أبا الوليد».
قال: نعم.
قال: «فاسمع مني».
قال: نعم يا ابن أخي أسمع منك.
قال: « بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (1)» ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وآله في سورة السجدة في قراءتها،
Sayfa 114