فليس لمفْتٍ ولا لحاكم أن يفتي ولا يحكم حتى يكون عالما بهما، ولا أن يخالفهما ولا واحدًا منهما بحال، فإذا خالفهما فهو عاص لله به، وحكمه مردود».
ثم ذكر باب ما يستدل به على معرفة الشافعي لأصول الكلام وصحة اعتقاده فيها. فذكر ما يؤثر عنه في الإيمان، وفي دلائل التوحيد، وفي أسماء الله، وصفات ذاته، وأن القرآن كلام الله، وكلامه من صفات ذاته، وإثبات المشيئة لله، وإثبات القدر، وخلق الأفعال، وعذاب القبر، وإثبات رؤية الله في الدار الآخرة.
ثم لم يؤثر عن الشافعي في تفضيل النبي على جميع الخلق، وإثبات الشفاعة له ﷺ.
وما يؤثر عنه في الذنوب التي هي دون الكفر، وما يلحق الميت من فعل غيره.
وما يؤثر عنه في الخلفاء الأربعة، وفي جملة الصحابة، وفي قتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أهل القبلة.
ثم ما جاء عن الشافعي في مجانبة أهل الأهواء وبغضه إياهم، وذم كلامهم، وإزرائه بهم ودَقِّه عليهم في مناظرته إياهم:
وهو فصل بالغ الأهمية.
ثم عقد البيهقي بابا في الاستدلال على حسن اعتقاد الشافعي في متابعة السنة، ومجانبة البدعة.
المقدمة / 17