الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Yayıncı
دار السلام
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٧ هـ
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
الفصل الثاني إدارة الدعوة الإسلامية حتى قيام الدولة
رابعا: إجراءات الرسول ﷺ الإدارية في المدينة بعد الهجرة
قدم النبي ﷺ المدينة فوجد مجتمعا يختلف عن مجتمع مكة، وجد تنافرا بين عشائر المدينة واختلافا في دياناتها «١»، فبدأ بالتخطيط لمجتمع جديد، وكانت أول قضية تواجه الإدارة النبوية هي قضية استيعاب المهاجرين الجدد في مجتمع المدينة، فخط النبي ﷺ الدور للمهاجرين «فخط لبني زهرة في ناحية المسجد، وجعل للزبير بن العوام بقيعا واسعا، وجعل لطلحة موضع داره، ولال أبي بكر موضع دارهم، وخط لعثمان موضع داره كذلك» «٢» وكان النبي ﷺ يقطع أصحابه هذه القطائع مما كان من عفائن الأرض «٣»، أما ما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له، فكان يقطع من ذلك ما شاء «٤»، وتذكر المصادر أن هناك قوما لم يجدوا أماكن ينزلون فيها فأنزلهم النبي مؤخرة المسجد (الصفة) فسمّوا أصحاب الصفة «٥» وكانوا يكثرون ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر، وكانوا ما يقارب المائة، وكان النبي ﷺ يتعهداهم ويشرف عليهم «٦»، وكان النبي ﷺ قد بنى مسجده قبل ذلك، أو أن تقسيم البيوت وبناء المسجد تم في ان معا وقد اشترى النبي ﷺ مكان المسجد واشترك هو والصحابة في بنائه فقال قائلهم:
لئن قعدنا والنبي يعمل ... لذاك منا العمل المضلل «٧»
ويلاحظ أن مسجد الرسول ﷺ كان مركزا إداريّا للدولة الفتية، فمنه كان
(١) انظر: ابن رستة، الأعلاق (ص ٦٤)، ابن الأثير، الكامل (ج ١، ص ٦٥٩- ٦٦٥) . السمهودي، وفاء الوفا (ج ١، ص ١٥٢- ١٥٦) . (٢) ابن الفقيه، مختصر كتاب البلدان (ص ٢٣) . وانظر: البلاذري، أنساب (ج ١، ص ٢٧٠) . السمهودي، وفاء الوفا (ج ١، ص ٥١٨، ٥١٩) . (٣) عفائن الأرض: مفردها عفن أي فسد، وهو الشيء الذي فسد نتيجة الإهمال. انظر: ابن منظور، لسان العرب (ج ١١، ص ٢٨٨) . (٤) السمهودي، وفاء الوفا (ج ١، ص ٥١٨، ٥١٩) . (٥) انظر أخبار أهل الصفة، وأسماؤهم في: ابن سعد، الطبقات (ج ١، ص ٢٥٥، ٢٥٦) . البلاذري، أنساب (ج ١، ص ٢٧٢) (قالوا) الحاكم، المستدرك (ج ٣، ص ١٥٠) (أبو هريرة) . (٦) السمهودي، وفاء الوفا (ج ١، ص ٣٢١) . (٧) ابن هشام، السيرة (ج ١، ص ٤٩٦) .
1 / 76