عادت إلى والدتي تقلصات المعدة، سوف تعرض نفسها قطعا على طبيب في أستراليا. وعدتنا بذلك وسوف نجعلها تفي بوعدها.
28 مايو
نحن في البحر من جديد بعدما يقرب من ستة أسابيع مع العم جون. كنا نظن أننا سوف نمكث في بيرث عدة أيام فقط، ولكنه قال إن علينا أن نشاهد أستراليا كما ينبغي أثناء وجودنا فيها. وهكذا اصطحبنا للإقامة مع أسرته في مزرعة ضخمة. آلاف الأغنام. لديه أعداد كبيرة من الخيول، وهكذا قضيت وقتا طويلا في ركوب الخيل مع ابنتي عمي الصغيرتين: بيث وليزا، ورغم أنهما لم تتجاوزا السابعة والثامنة، فهما تجيدان ركوب الخيل. كانتا تدعوانني «مايكي»، وعندما حان رحيلنا كانت كلمنهما تريد أن تتزوجني. لكننا سوف نصبح أصدقاء بالمراسلة بدلا من ذلك.
رأيت حية تسمى ذات الرأس النحاسي. وقال العم جون إنني لو وطأتها بقدمي لقتلتني. وقال لي أن آخذ حذري من العناكب ذات الظهر الأحمر في دورة المياه. وبعدها لم أكن أتردد كثيرا على دورة المياه.
كانوا يسموننا أبناء عمومتهم البريطانيين، وكنا نقيم حفلا للشواء في الهواء الطلق كل مساء. وقضينا معهم أوقاتا ممتعة. ولكنني كنت سعيدا بالعودة إلى السفينة بيجي سو. والحق أنني اشتقت إليها أثناء مقامنا في أستراليا، مثلما أشتاق إلى صديقي الصغير إدي. كنت أرسل له بطاقات بريدية، وأحيانا بطاقات عليها صور حيوانات غريبة إذا عثرت عليها. أرسلت إليه صورة دبة الومبات. ولقد رأيت هذه الحيوانات فعلا، ومئات من حيوان البوسوم، والكثير من الكناغر. ولديهم في أستراليا أعداد كبيرة من الببغاوات البيضاء ذوات العرف، بل إنها تعد بالملايين مثل العصافير لدينا في الوطن.
ولكن طيور النورس هنا أيضا. وأينما ذهبنا في هذا العالم وجدنا دائما طيور النورس. والخطة الموضوعة هي أن نرسو في ميناء سيدني على الساحل الشرقي لأستراليا فترة من الوقت، ونستكشف الحاجز المرجاني قليلا، ثم نبحر عبر بحر المرجان وشمالا نحو بابوا غينيا الجديدة.
تحسنت حالة والدتي كثيرا بعد تقلصات المعدة. وقال الطبيب في أستراليا إن السبب يمكن أن يكون طعاما تناولته. وقد شفيت الآن على أية حال.
الجو حار وخانق حقا، لكنه ساكن أيضا، ولا توجد رياح، ولا نكاد نتحرك. لا أستطيع أن أرى أية سحب، لكنني واثق أن عاصفة ما سوف تهب. هذا ما أحسه.
28 يوليو
أنظر حولي. إنها ليلة حالكة الظلمة. لا قمر ولا نجوم. ولكن السكون قد عاد أخيرا. سوف أتم عامي الثاني عشر غدا، لكنني لا أظن أن أحدا غيري سوف يتذكر ذلك.
Bilinmeyen sayfa