ثم تقدم شيطان طباعة الكتب، وقال إن عمله يتضمن إغراء الناس على طبع تلك السخافات والحماقات التي تظهر وتكتب في الدنيا، والاجتهاد في نشرها وتعميمها بين الناس.
وقال شيطان الفنون إنه يحرك في الناس الميل إلى توفير أسباب التسلية واللهو وينبه شعورهم وإحساساتهم إلى ذلك، فيصرفون قواهم إلى تحسين الفنون واجتذاب الناس إليها، ولكنها تقودهم في أغلب الأحيان إلى الفساد والفجور.
وقال شيطان الطب إنه أدخل على أفكار الناس أن أهم شيء لهم في هذه الدنيا هو المحافظة على أبدانهم. وبما أن الاهتمام بصحة الأجسام مما لا نهاية له فترى الناس قد وجهوا مزيد عنايتهم إلى ذلك بواسطة الطب، وتركوا الاهتمام والالتفات إلى حياتهم ونفوسهم، وتناسوا كذلك ضرورة الالتفات إلى حياة الناس الروحية.
وقال شيطان الارتقاء إنه أضل الناس بإدخاله على أفكارهم أن الانتفاع بما يشتغل به شياطين الميكانيكيات وتوزيع الأعمال وطرق المواصلات وطباعة الكتب والفنون والطب أمر لا بد منه لخيرهم وفلاحهم، وأنه بدون تلك الأشياء لا يستطيعون بلوغ أوج السعادة والصفاء.
وقال شيطان التربية والتهذيب إنه يحرض الناس وهم يعيشون عيشة الفساد والضلال، ودون أن يفهموا ماهية الحياة الحقيقية الصالحة، إلى تربية الأولاد على تلك المبادئ الفاسدة مع اعتقادهم بأنها مبادئ صحيحة قويمة.
وقال شيطان إصلاح الناس إنه يعلم الناس المفسودين الضالين بأن في استطاعتهم إصلاح الناس المتمرغين في حمأة الفساد دون أن يشعر الأولون بفسادهم، وأنه كان المتحتم عليهم أن يصلحوا نفوسهم أولا.
وقال شيطان التخدير إنه يعلم الناس بأنه بدلا من أن يتخلصوا من الآلام التي جلبتها لهم حياة الضلال والفساد بإصلاح تلك الحياة والسير في طريق الاستقامة؛ أن يجنحوا إلى المخدرات التي تخدر أجسامهم وتسكن آلامهم، فأدمنوا على استعمال الخمرة على اختلاف أجناسها وتعاطي الأفيون والتبغ والحشيش والمورفين وما شابهها.
وقال شيطان الجمعيات الخيرية والإحسانات إنه يغري الناس بأنهم إذا نهبوا القناطير وأحسنوا بالقروش القليلة منها يدعون محسنين، ولا يحتاجون بعد ذلك إلى الكمال، وبهذه الطريقة نبعدهم عن الصلاح ونقودهم إلى الشر والضلال.
وقال شيطان الاشتراكية إنه باسم راحة الإنسانية العامة وكمالها الأسمى يثير الناس ضد بعضهم، ويهيج بين طبقات الناس عوامل البغضاء والأحقاد.
وقال الشيطان الأنثوي إنه عدا إثارة البغضاء في قلوب طبقات الناس التي يدعوهم إليها حب المساواة، فإنه يثير عوامل الخلاف بين الجنسين أي الرجال والنساء، ويدعوهم إلى التباغض والتنافر والتنابذ.
Bilinmeyen sayfa