وكأنما قد رابه أمرها فالتف بوشاحه ووقف وراء أحد الأبواب دون أن يراه أحد.
وبعد هنيهة رأى امرأة مقنعة خرجت من باب الحديقة؛ فصعدت إلى المركبة وأمرت السائق بالمسير.
فأسرع في أثرها وهو يقول في نفسه: ليتعشى روجر هذه الليلة وحده فإني أريد أن أعرف من هي هذه المرأة التي سمعت الحديث الذي قصصته على المركيز.
أما المركيز فإنه لم يكد يخرج الطبيب من عنده حتى أسرع إلى الباب الذي خرجت منه ألن فرآها تجتاز الحديقة.
وأما ألن فإنها حين باتت في مركبتها جعلت تبتسم ابتسام الظافر وتقول في نفسها: لقد أصاب من قال إن للنور إلها يرعاهم؛ فإن هذا الطبيب قد خدمني خدمة جليلة سأكافئه عليها متى جاء وقت المكافآت.
أما الآن فسأخير جان دي فرانس بين الحرب والسلم فإذا خدمني سالمته، وإذا اعترضني فيما أريده أشهرت عليه حربا عوانا أكون الظافرة فيها؛ فقد تسلحت الآن بأمضى سلاح.
وبعد نصف ساعة وقفت مركبة مس ألن عند باب منزل السير روبرت، وكان الطبيب في أثرها فعرف من هي هذه المرأة التي كانت محنة المركيز.
ولم يكن السير روبرت في المنزل؛ فدخلت إلى غرفتها وكتبت هذه الرسالة:
إن توبسي تريد أن ترى جان دي فرانس، وقد عينت له موعد المقابلة الساعة العاشرة من هذه الليلة في دليتفورد.
وقد غيرت نسق خطها كي تستطيع إنكاره عند الافتضاح، ووضعت الرسالة في غلاف كتب عليه هذا العنوان:
Bilinmeyen sayfa