قال: إنه منذ سبعة عشر عاما جاءت المركيزة دي إسبرتهون، أي اللادي سيسل تسألني أن أسديها نصيحة، فإنها افترقت عن زوجها وهي في عنفوان شبابها فتعين زوجها حاكما للهند وذهبت هي إلى إيكوسيا، فاختبأت فيها هربا من غيرة زوجها وعنفه.
وكان لها ولدان بقي الكبير عند أبيه والثاني عندها، فأوهمت زوجها وهي بعيدة عنه أن هذا الولد قد مات؛ إذ كانت تخشى أن يأخذه منها يوما على سبيل الانتقام؛ لأنه مات منذ ثلاثة أعوام وهو يعتقد أن ذلك الولد لم يكن من دمه، والله يشهد أن امرأته كانت من أعف النساء وأشرف الزوجات.
فتكلفت مس ألن الدهشة وقالت: كيف ذلك أللمركيز روجر أخ؟ - نعم يا ابنتي. - وهو يجهل ذلك؟ - نعم. - أين هذا الأخ؟ ومن هو؟ - هو الذي سيزورنا بعد ساعة؛ فإن اللادي سيسل كتمت نسبه حتى عنه. - رباه ماذا أسمع أهو ليونيل؟ - نعم. إنه ليونيل. هو أخو المركيز روجر. - ولكن اللورد إسبرتهون مات منذ ثلاثة أعوام، ولم تعد اللادي سيسل تخاف عنفه، فلماذا لم تظهر أمرها، ولماذا لم تذهب إلى ولدها البكر؟ - أنا الذي أخبرتها بموت زوجها، وكنت أعتقد ساعتئذ أنها ستذهب من فورها إلى قصر إسبرتهون، ولكنني كنت واهما؛ فإنها قالت لي: إن شرائع أشراف الإنكليز شديدة العنف، فهي تمنح كل أموال العائلة وامتيازاتها للابن البكر وتحرم سائر إخوته من كل حق، وهذا هو السبب من تمكن الحقد من أبناء الأسرات الشريفة. ألا تذكر ما كان بين السير جاك وبين أخيه زوجي؟
أما ولدي ليونيل، فهو يعتقد أنه ابن ضابط لا ثروة له، ومع ذلك فهو سعيد. أتحسب أنه يكون سعيدا حين يعلم حقيقة نسبه ويرى نفسه محروما من كل حق؟
فقلت لها: وابنك البكر الذي لم يعرف أمه؟
قالت: يكفيني أنه سعيد. وإني لا أضيف شيئا إلى هنائه إذا عرفته بنفسي وبأخيه، وفوق ذلك فلا شك أن أباه علمه أن يحتقرني.
وقد رأيت أنها مصيبة فيما ارتأته؛ فإنها قد تبذر بذور العداء بين الأخوين، وهما سعيدان، فوافقتها على رأيها.
وتوالت الأعوام إلى أن شببت وشب ليونيل؛ فرعبت يوما إذ رأيت أنه يحبك.
ورجائي يا ابنتي أن لا تؤاخذيني لقول ينكره قلبي وتفضي بقوله واجباتي، وهو أن الأشراف عندنا متضامنون متساوون لا فرق بين الشفاليه والدوق في هذا التضامن، وإني قد وهبتك قلبي وثروتي، ودعوتك ابنة أخي، ولكن ضميري كان يؤنبني ويقول: أيمكن أن تأذن لتوبسي النورية بالزواج من نبيل وأنت من النبلاء دون أن تكون من المذنبين؟
ولذلك ذهبت إلى اللادي سيسل فاعترفت لها بالحقيقة؛ فابتسمت إلي وقالت: إنك قد تكون مصيبا لو كان ليونيل سيعرف يوما أنه ابن اللورد إسبرتهون، ولكنه سيجهل سر مولده مدى حياته ويعتقد أنه ابن ضابط فقير؛ فإذا كان ذلك فلماذا نحول دون سعادته وهو يحبها؟
Bilinmeyen sayfa