وكان يعرف منافذ القلعة التي كان المركيز يحاصر فيها، فاتفق مع أحد ضباط العدو على أن يدخلا إلى القلعة من ذلك المنفذ السري لينسفا بابها الأكبر من الداخل.
وقد اكتشف جان هذه المكيدة في آخر لحظة، ودخل السير جيمس إلى القلعة، وكاد يبلغ مراده من نسفها؛ فباغته مع المركيز وهو في ردهة مشرفة على البحر؛ فألقى بنفسه من فوق تلك الردهة من علو شاهق إلى البحر، وأطلق الاثنان عليه نارهما فلم يعلما إذا كانا قد أصاباه لشدة الظلام.
ولكنهما أتيا بمشعل وأطلا من الردهة فرأيا قاربا يسير مسرعا إلى جهة الأعداء، فلم يتبينا من فيه، فنزلا إلى البحر وبحثا فلم يجدا أثر الجثة.
وقد انقضت هذه الحرب بانتصار الإنكليز، وعاد المركيز بجيشه إلى لندرا، فجرى له استقبال حافل، وازدحم الناس يوم الاحتفال، وكان بين الجموع مركبة فيها سيدتان، وهما اللادي سيسل امرأة اللورد إسبرتهون وأم ليونيل - وهي تعتقد أيضا أنها أم المركيز - والثانية مس ألن.
وكان اللادي قد أتت لترى ولديها، غير أن الزحام كان شديدا بحيث لم تستطع المركبة أن تتقدم، فقالت اللادي لمس ألن: أرى أنه خير لنا أن نسير ماشيتين.
قالت: كلا يا سيدتي؛ فإني أخاف عليك من الزحام، وفوق ذلك فإن الموكب سيمر من هنا؛ فإذا وقفنا في المركبة رأينا من نريد أن نراهم.
وعند ذلك سمع صوت قرع الطبول مؤذنة بوصول الموكب، ودنت امرأة من المركبة فقالت لللادي: إنك إذا كنت أما يا سيدتي فأشفقي علي فإني أم، واسمحي لي أن أصعد إلى مركبتك عساي أن أرى ولدي بين القادمين.
فمدت اللادي يدها إليها فأعانتها على الصعود، وقالت لها: إنك لا بد أن تكوني بكيت كثيرا، ولكنك سترين ولدك فإنه سيعود. أليس كذلك؟
فارتعدت المرأة وقالت: نعم أيتها اللادي.
فهمست اللادي في أذن مس ألن قائلة: إنها لا شك أم جندي بسيط.
Bilinmeyen sayfa