قالت: رجل لا أعرفه يا سيدتي، فقد أعطاني إياها وانصرف.
وكان يرد إليها أكثر الأحيان هدايا لا تعرف أصحابها، ولكنها كانت هدايا بسيطة خلافا لهذه العلبة، فقد كانت من الذهب، وهي مرصعة بالحجارة الكريمة، فخطر لها في البدء أن ترسلها إلى البوليس، ثم أرادت أن تعرف ما يوجد فيها، فأمرت الخادمة بالانصراف وفتحتها، فوجدت فيها إكليلا من الماس موضوعا على وسادة من الحرير الأزرق وبجانبه ورقة مطوية، ففتحتها بيد تضطرب وقرأت فيها جملة واحدة وهي:
من أراد قدر.
فمزقت الورقة مغضبة وقالت: وأنا أيضا أريد أن أعرف من هذا الفتى الوقح الذي أرسل إلي هذه الهدية.
وقد أخذت تفحص تلك العلبة الجميلة فصاحت صيحة فرح؛ إذ قرأت عليها اسم الجوهري الذي باعها وعنوانه، فأمرت بإعداد مركبتها، ثم أخذت العلبة وذهبت بها إلى الجوهري، فقالت له: ألم تخرج هذه العلبة من مخزنك؟
قال: نعم.
قالت: من الذي اشتراها منك؟
فنظر في دفتره وقال: لقد اشتراها مني الجوهري ناثائيل ومخزنه في استراند نمرة 10.
فارتعشت حين ذكرت هذا الاسم؛ إذ ذكرت به اسم أبيها، ولكنها قالت في نفسها: أية علاقة لأبي - وهو من اللصوص - بهذا الجوهري الغني الذي يقيم في أعظم شوارع لندرا، ثم ذهبت إليه ودخلت إلى مخزنه، فاستقبلها فتى فقالت له: هل أنت الموسيو ناثائيل؟
قال: كلا يا سيدتي، وسأدعوه لك.
Bilinmeyen sayfa