وقد حاول الوحش أن يبطش بالمركيز، وعند ذلك سمع صفير تلاه صوت رجل يقول: تون. تون.
فالتفت الدب إلى مصدر الصوت، وظهر رجل هائل الخلقة من بين الأشجار، فجعل الدب ينظر إليه بعينيه الصغيرتين نظر المنذهل، فقال له الرجل: تعال.
فمشى الدب خطوتين إليه كأنما صوت الرجل سحره، فقال له: نم هنا. فامتثل طائعا، وجعل يلحس قدمي الرجل.
وقد جرت هذه الحادثة بدقيقة تمكن المركيز في خلالها من النهوض؛ إذ لم يكن أصيب إلا برضوض بسيطة.
أما الرجل فإنه ابتسم للمركيز وقال له: أرجو يا سيدي أن لا تكون أصبت بأذى.
قال: كلا، ولكن وحشك كاد يفترسني.
قال: إنك واهم يا سيدي، فهذا الوحش ليس لي. - ماذا تقول؟ - أقول الحق؛ فقد كان لي، ولكني بعته منذ ثلاثة أعوام، فلما سمع صوتي الآن عرفني.
وكان السير جيمس وخادمه رأيا هذا المشهد من بعيد، فقال الخادم: إن مروض الوحوش قد خاننا، ولا أجد خيرا من الهرب.
قال: لقد أصبت فلنذهب.
وكانت مس ألن قد اطمأنت خلافا لجوادها؛ فقد كان يرتعد، فأمر الرجل الدب أن يصعد إلى القمة فامتثل، وعاد المركيز إلى محادثته، فقال له: تقول إن هذا الوحش ليس لك؟
Bilinmeyen sayfa