قال: كيف عرفت ذلك؟
قال: رأيته من الشرفة قادما بجواده عند مخرج الغابة. - أتعلم يا ويلسن، إن ابن عمي كتب لي رسالة؟ - نعم وقد دعاك فيها إلى صيد الثعالب. - وقد رفضت الدعوة لثقتي أنه سيزورني ويلح علي فأقبل. - إذا كان ذلك فلماذا رفضت في البدء؟ - لأنه إذا حدثت نكبة غدا في الصيد، فلا يظنون أني أنا أعددتها لاغتيال ابن عمي كي أرثه. - أتتوقع يا مولاي حدوث نكبة غدا؟ - نعم. - كيف ذلك؟ - إن من يصيد الثعلب قد يلقى دبا. - ولكن لا يوجد هنا وحوش ضارية. - سيوجد وحش في الغد بلون الجواد الذي يركبه ابن عمي العزيز. - إنه لا يركب غير جواده نيشون الأسود كما تعلم. - حسنا، وإن لهذا الوحش ولعا بالهجوم على الجياد السود.
فنظر إليه الخادم نظرة المنذهل دون أن يفهم فقال له: سأكشف لك هذا المعمى، والآن فلنتهيأ لاستقبال رئيس أسرتنا.
فخرج الخادم وجعل السير جيمس يقول: إني لا أزال أعجب كيف أنه سلم من الأفعى، فقد وضعتها في سريره حين كان له من العمر ثلاثة أعوام.
وبعد هنيهة دخل المركيز، فبالغ السير جيمس بالاحتفاء به؛ فأقام عنده ساعة وقد ألح عليه كثيرا حتى رضي بحضور حفلة الصيد، ثم افترقا فشيعه إلى الباب الخارجي.
وبعد انصرافه نادى خادمه وقال له: تعال الآن أخبرك بما عزمت عليه. أتذكر أني كنت في الشتاء الماضي أذهب إلى هايد بارك؟ - إنك كنت تذهب كل يوم يا مولاي. - ذلك أنه كان يوجد عند باب هذه الحديقة الكبرى رجل يروض الوحوش الضارية، فلبثت بضعة أيام أحضر هذه الألعاب إلى أن دعوت يوما مروض الوحوش وقلت له: كم تكسب في يومك؟
قال: عشرة شلنات تقريبا.
قلت: أتريد أن تكسب ثلاثين؟
قال: دون شك، فماذا تريد أن أصنع؟
قلت: أريد أن تلاعب الوحوش أمامي وحدي في كل يوم.
Bilinmeyen sayfa