166

ولما خرج العبد من القاعة الملكية انصرف وهو يقول: لقد كذبت، ولكنني اضطررت إلى الكذب؛ فإن هذا الرجل الذي أمرني بالكتمان قد أنقذني مرة في الهند من الخناقين، فلم أجد بدا من طاعته.

أما هذا الرجل، فقد كان جان دي فرانس. •••

بعد ذلك بأسبوعين كان المركيز روجر مريضا في سريره، وقد اشتد به المرض حتى خشي عليه من الموت.

وذلك أنه بينما كان ساهرا ذات ليلة في نادي الحسان أصيب بدوار شديد فجائي وسقط بين يدي الناباب عثمان.

وقد حملوه إلى قصره وجاءوه بالطبيب بولتون فتولى معالجته.

وكان قبل ذلك بأسبوع أعلن أن ليونيل أخوه، واستأذن البرنس دي غال، واستصدر أمرا من البرلمان فأشرك أخاه بثروته ولقبه؛ فانتقل مع أمه إلى قصر المركيز.

فلما جاء الطبيب بولتون وفحص المركيز قال: إنه مصاب بحمى هندية، وإنها حمى خطيرة، ولكنه غير قانط من شفائها.

وقد اضطربت لندرا لمرض المركيز؛ فإن انتصاراته الأخيرة حببته إلى جميع الناس، ولا سيما حين ذاع بينهم أنه لم يجر على نظام اللوردية وأنه ساوى نفسه.

ففي تلك الليلة، أي بعد أسبوعين من مرضه كان مرضه يحول إلى غيبوبة، فلم يكن يعود إليه صوابه إلا في النادر.

وكان الطبيب بولتون واللادي سيسلي وليونيل واقفين بجانب سريره، وقد فتح عينيه ونظر إليهم، فأسرعت اللادي إليه وأخذت يده بين يديها وقالت له بملء الحنو: ولدي ... كيف أنت ...؟ ألم تعرفني؟

Bilinmeyen sayfa