إدغار :
لشد ما أنت مخدوع، لم يتغير سوى الثوب مني.
غلوستر :
إنك أنصع تعبيرا.
إدغار :
هلم يا سيدي، هذا هو المكان. قف ساكنا؛ لشد ما يرهب النفس ويذهل الحس أن تلقي العين ببصرها إلى هذه الهاوية السحيقة التي لا تكاد تبدو الغربان فيها والزيغان، وهي تسبح في لجة الهواء، إلا كما تبدو الجعلان. وأرى في منتصف المهوى فيما بيننا وبين الماء إنسانا معلقا ممن يجمعون العشب، ويا هول هذا المرتزق! وكأني به على البعد في جرمه لا يكبر حجم رأسه، وكأني بصيادي السمك الذين يرتادون الشواطئ في صغر ما تبدو أجسامهم جرذانا، وكأني بتلك الخلية من السفائن الراسية قد تضاءلت حتى بدت في حجم القارب المستخف، وكأنما القارب طوف استدق حتى لم تعد تدرك له العين أثرا، وما تكاد تسمع من هذا المكان الشاهق همسا يعبر عن تلك الأمواج العجاجة المتدفقة على ركام تلك الحصباء المستنيمة. سأقلع عن النظر؛ لئلا يعوج صوابي، ويغم علي فأتردى في الهاوية انكبابا.
غلوستر :
ضعني حيث تقف.
إدغار :
أعطني يدك. أنت على قيد قدم من غرار الصخرة. لو أعطيت ما يطلع عليه القمر على أن أقفز في مكاني قائما ما فعلت.
Bilinmeyen sayfa