Melamiler, Sufiler ve Futuvvet Ehli
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
Türler
عن أبي نصر الرافعي [58أ] عن أبي عثمان النيسابوري أنه قال: خرجنا مع أبي حفص إلى بعض الجبال، فقعد أبو حفص يكلمنا، فبينا هو كذلك إذ جاءه ظبي فبرك بين يديه، فبكى أبو حفص وتغير عليه وقته، فقلنا له: ما بالك؟ فقال: وقع في قلبي أنه لو كان عندنا هذه الليلة شاة لاجتمعنا عليه، فما استحكم هذا الخاطر من قلبي حتى جاء هذا الظبي كما تراه، وما يؤمنني أن أكون كفرعون، أجيب لما سأل وقد ختم له من الله بالشقاوة؟ (44)
ومن أصولهم قبول الرزق إذا كان فيه ذل، ورده إذا كان فيه عزة نفس وشره طبع. سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت الحسين بن علي الدمشقي يقول: وجه عصام البلخي
100
إلى أبي حاتم الأصم
101
شيئا فقبله منه، فقيل له: لم قبلت؟ فقال: وجدت في أخذه ذلي وعزه، وفي رده عزي وذله، فاخترت عزه على عزي وذلي على ذله. (45)
ومن أصولهم ما سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل
102
يقول وقد سئل عن الصحبة فقال: حسن الصحبة ظاهره أن توسع على أخيك من مال نفسك ولا تطمع في ماله، وتنصفه ولا تطلب منه الإنصاف، وتكون تبعا له ولا يكون تبعا لك، وتتحمل منه الجفوة ولا تجفوه، وتستكثر قليل بره وتستقل ما منك إليه. ومن جامع ما سمعت شيخ هذه القصة محمد بن أحمد الفراء يقول: سألني الأحدب غلام القناد: «ما الملامتية وما كلامهم؟» فقال: ليس لهم مرسوم علم ولا مكتوب كتب، ولكن كان لهم شيخ يقال له حمدون القصار، فقال: «الملامتي» لا يكون له من باطنه دعوى، ولا من ظاهره تصنع ولا مراءاة، وسره الذي بينه وبين الله لا يطلع عليه صدره، فكيف الخلق؟ قال محمد بن أحمد الفراء: بلغني أنه حكى الحاجب للشيخ أبي الحسن الحصري ببغداد فقال له: لو جاز أن يكون في هذا الزمان نبي لكان منهم.
قال أبو عبد الرحمن رحمة الله عليه: بينت في هذه الفصول التي تقدمت من منثور كلام مشايخهم وأئمتهم من ظاهر أصولهم ما نسأل الله تعالى ألا يحرمنا بركاته، ومنها ما يستدل به من وفقه الله لفهمه على ما وراءه من أحوالهم وعبادتهم. ونحن نسأل الله تعالى ذكره أن يوفقنا لمرضاته، ويعيننا على ما فيه الصلاح لدنيانا وأخرانا، بفضله وسعة رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. (تمت الرسالة.)
Bilinmeyen sayfa