Melamiler, Sufiler ve Futuvvet Ehli
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
Türler
يقول: سمعت أبا الحسن الشركي
55
يقول: سمعت محفوظا
56
يقول: كان أبو حفص يكره لأصحابه الأسفار من غير فرض حج أو غزو أو رؤية شيخ أو طلب علم، فأما الأسفار على المراد فكان يكرهها، ويقول: الرجولية البصر في موضع الإرادة، فقال له حمدون القصار معارضا له: أليس الله يقول:
أولم يسيروا في الأرض فينظروا ، [50أ] فقال: إنما يسير في الأرض من لا ينظر إلا بالمسير، فمن فتح عليه الطريق في المقام فسيره ترك للطريق وإضلال له. وسأل عبد الله الحجام حمدون القصار، فقال: أعلي مطالبة في ترك الكسب؟ فقال: الزم الكسب؛ فلأن تدعى عبد الله الحجام أحب إلي من أن تدعى عبد الله العارف أو عبد الله الزاهد. وسئل بعض مشايخهم عن الخشوع، فقيل له: إنك تبطل إظهار شيء من الأحوال، فهل الخشوع إلا على ظاهر البدن؟ فقال: أوه من فهوم بعدت عن حقائق المعاني، بل الخشوع اطلاع الله على الأسرار فتخشع، فتتأدب الظواهر بذلك الاطلاع. ألا ترى إلى قوله
صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى إذا تجلى إلى شيء خضع له؟ هل التجلي إلا على الأسرار؟ فإذا خشعت الأسرار بالتجلي ورثت الظواهر حسن الأدب. وقال بعضهم: أفضل مصحوب الإنسان العلم؛ لأنه اقتداء، ولا حظ للنفس فيه بحال، وهو جار على مخالفة الطبع، وشر مصحوب الإنسان نسكه؛ لأنه لا ينفك من التزين والإخبار عنه، ورؤيته التكبر والتعظيم. ألا ترى الملائكة لما كان مصحوبهم الطاعات، كيف سالموا رؤيتهم بقولهم:
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، فلما بلغوا مقام العلم قالوا:
لا علم لنا ؟ فإذن أفضل مصحوب الإنسان العلم، وشر مصحوب الإنسان النسك. وقيل لأبي يزيد: متى يبلغ الرجل مقام الرجال في هذا الأمر؟ فقال: إذا عرف عيوب نفسه، وقويت تهمته عليها. وقال بعضهم: من أراد أن يسقط عنه الافتخار بما هو فيه، أو النظر إلى ما هو عليه، فليعلم من أين جاء هو، وأين هو، وكيف هو، ولمن هو، وممن هو، وإلى أين هو، فمن صح له علوم هذه المقامات لم ير لنفسه حظا، ولم يظهر له خطر بحال، بل يراها مذمومة الكون ساقطة الأفعال، لا يبقى له من ظاهره افتخار ولا من باطنه اغترار. وقال بعضهم: لا يبلغ العبد درجة القوم في الإيمان حتى لا يفكر فيما مضى ولا في شيء فيما يأتي، ويكون في وقته على مشيئة مليكه؛ وهذا هو الباعث على إسقاط التكليف. وعندهم أن الكامل في أفعاله من يبقي ظاهره للمريدين على آداب العبودية للاقتداء به والأخذ عنه، ويبقي سره وحاله لمن يقصده إلى سياسات الأحوال وآداب المشاهدة، فيكون السر مشاهدا للحق في جميع الأوقات، يتلاشى فيه من يقصده، وهو مشرف على الخلق وعين عليهم، فسره أمام تصحيح العارفين، وظاهره أمام آداب المريدين، وهذا من أحوال أئمة الصادقين. كذلك قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «تنام عيناي ولا ينام قلبي.» [50ب] أخبر عن الظاهر بحال النوم وهو الإغفاء ، وأخبر عن السر بالتيقظ الدائم والمشاهدة والقرب. وسئل بعضهم: لم استوجبت النفوس منكم الملامة على دوام الأوقات؟ فقال: لأنها كف من عجب في قالب ظلمة مربوط بشواهد العامة، ولأنها كف من جهل في قالب الرعونة مربوط بحبال الأطماع، فدواؤها الإعراض عنها، وتأدبها مخالفتها، وصيانتها ملامتها. وقال: لقد أسقط الله رؤية الأفعال حتى عن الأنبياء والرسل عليهم السلام، ألا ترى الكليم موسى صلوات الله عليه لما قال:
Bilinmeyen sayfa