Melamiler, Sufiler ve Futuvvet Ehli
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
Türler
48
من صدق في عين الجمع بالحرية كان لازما بجوارحه على أدب العبودية وبصيرته في مشاهدة الحق، ومن كان في عين الافتراق فإنه يجمع جمع المجتهدين في عبوديته ويكون ذلك كالهباء. قال: وسمعت عبد الرحمن بن محمد
49
يقول: سألت عبد الله الخياط
50
عن «الملامة» فقال: من يفرق بين ملامته لنفسه وملامة الغير له، ويتغير عنده الحال والوقت في ذلك، فهو بعد في رعونة الطبع، ولم يبلغ درجة القوم. وسئل بعضهم: من يستحق اسم «الفتوة»؟ فقال: من كان فيه اعتذار آدم، وصلاح نوح، ووفاء إبراهيم، وصدق إسماعيل، وإخلاص موسى، وصبر أيوب، وبكاء داود، وسخاء محمد
صلى الله عليه وسلم ، ورأفة أبي بكر، وحمية عمر، وحياء عثمان، وعلم علي؛ ثم مع هذا كله يزدري نفسه ويحتقر ما هو فيه، ولا يقع بقلبه خاطر مما هو فيه أنه شيء، ولا أنه حال مرضي، يرى عيوب نفسه ونقصان أفعاله وفضل إخوانه عليه في جميع الأحوال. قال: ورأى أبو حفص بعض أصحابه وهو يذم الدنيا وأهلها، فقال: أظهرت ما كان سبيلك أن تخفيه، لا تجالسنا بعد هذه ولا تصاحبنا. وسمعت أبا أحمد بن عيسى
51
يقول: سمعت أبا زكريا السنجي يقول: الأحوال أمانات عند أهلها، فإذا أظهروها فقد خرجوا من حد الأمناء. قال: وأنشد محمد بن الحسن
52
Bilinmeyen sayfa