حمراء ولا جملًا أصهب، ثم سرَّحوا العبد، ودعوا "الحرث" فقصوا عليه القصة، فقال: قد أنذركم.
أما قوله: أدبي العرفج، يريد أن الرجال قد اسلَمُّوا ولبسوا السلاح، وقوله: شكت النساء، أي اتخذت الشكا للسفر، وقوله: الناقة الحمراء. أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الصمان وهو الجمل الأصهب، وقوله: أكلت معكم حيسًا، يريد أخلاطًا من الناس قد غزوكم، لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا ما قال، وعرفوا لحن كلامه. فأخذ هذا المعنى أيضًا رجل كان أسيرًا في بني تميم فكتب إلى قومه شعرًا:
(حلوا عن الناقة الحمراء ارحلكم ... والبازل الأصهب المعقول فاصطنعوا)
(إن الذئاب قد أحضرت برائنها ... والناس كلهم بكر إذا شبعوا)
يريد أن الناس كلهم إذا أخصبوا أعداء لكم كبكر بن وايل.
وقيل لمعاوية إن عبد الله بن زياد يلحن في كلامه فقال: أو ليس بظريف؟ ابن أخي يتكلم بالفارسية.
1 / 923