[رقابة الناس]
يا بني ومن أسس له أولوه أركانا، ثم لم يعل عليها بنيانا، فهو بمعزل مما أسسوا، خلو عن رباب ما اغترسوا!! ومن أحيا بعز أيامه أيام الأباء والأجداد، فاش ذكره كما فاش ذكرهم في العباد والبلاد، فلا تكذب نفسك الخبر، فإنه سيمحض منك المختبر، عيون جساسون، عيانون بحاثون، ولخطأك محصون، ولما يكون منك حافظون، فجنب قدمك مواضع الدحضات، ولا تسع بها في مهايعالمنكرات، فإن الناس، حفظة على الناس، ما يأتون وما يذرون، فربما ذكرواالمرء في الأحيان، بسالف ماذهل عنه بالنسيان، وأتاه عنهم ما قد غيب عن فكر الأذهان ، فليطل منهم حذرك، وليكثر لهم قهرك، بتنزيه نفسك عمايتطلعون إليه من سقطتك، ويبتغون هده من ذروتك، وليكن الترقي في ذرى الشرف من همتك. ولا تشب الشك باليقين، ولا المعرفة بسوء الظنون، فينتقض ما أبرمت، ويتغير ما عليه عزمت، ويلحقك الضعف، فتقف عن العمل وقوف المغلول من الكف.
Sayfa 211