Muhammed Lütfi Cuma Tiyatro Eserleri Manuskriptleri: Tam Eserler
مخطوطات مسرحيات محمد لطفي جمعة: الأعمال الكاملة
Türler
مقدمة
عندما توقف قلب الأديب الموسوعي «محمد لطفي جمعة»، عن نبضه في 15 / 6 / 1953، توقف بالتالي هذا السيل المنهمر من الكتابات الأدبية الثرية، التي خطت بيد هذا الأديب. وصار أدبه في طي النسيان، إلا من بعض المقالات اليسيرة، التي كانت تدبج في بعض المناسبات، وخصوصا من قبل أوفى أبناء الأدباء، المستشار رابح محمد لطفي جمعة. ذلك الابن الذي حافظ على تراث أبيه المخطوط، أكثر من حفاظه على حياته وصحته، بل ودافع عن أبيه وعن أدبه دفاع المستميت، الذي لا يتورع عن فعل أي شيء في سبيل الحفاظ على اسم أبيه نقيا، وعن أدبه مرفوعا إلى عنان السماء.
وإذا قمنا بعملية إحصائية عما كتب عن لطفي جمعة منذ وفاته وحتى عام 1992، سنفاجأ بأنه لا يعدو عدة صفحات في بعض الصحف والمجلات والكتب التعريفية. أما ما كتب عن لطفي جمعة، أو طبع له منذ عام 1993 وحتى هذه اللحظة، فهو كثير بالنسبة لما سبق!
وتفسير هذا الأمر يتمثل في أن لطفي جمعة له من الإنتاج المخطوط ما يفوق أضعاف إنتاجه المطبوع! وهذا التراث المخطوط، كان أبناؤه يتوارثونه الابن بعد الآخر؛ أملا في تنفيذ وصية والدهم بطبع هذه المخطوطات بعد وفاته. ولكن مشاغل الحياة لم تعط الأبناء فرصة تنفيذ هذه الوصية، واكتفى كل ابن بالحفاظ على هذا الإرث الأدبي، حتى يسلمه لمن يليه ... وهكذا حتى وصل أخيرا إلى الابن ... رابح لطفي جمعة.
فما كان من هذا الابن البار إلا أن استغل كل فرصة ليظهر هذا التراث والتحدث عنه في كل مناسبة متاحة، وظل هكذا حتى شاء القدر أن يلتقي بأحد الكتاب المتخصصين في نبش قبور الأدباء المنسيين والدفاع عنهم، وإظهارهم بقوة للعيان مرة أخرى؛ وهو الكاتب «أحمد حسين الطماوي».
استحضر أحمد الطماوي كل إمكاناته الفكرية الذهنية والشخصية، وركزها تركيزا شديدا على لطفي جمعة، وعكف على تراثه الأدبي، المخطوط منه والمطبوع، وأخرج كتابا وافر المادة تحت عنوان «محمد لطفي جمعة في موكب الحياة والأدب» عام 1993، ليكون أول كتاب درس معظم أعمال لطفي جمعة المطبوعة والمخطوطة، علاوة على كم كبير من مقالاته الموزعة في الدوريات. ولم يكتف الطماوي بذلك، بل ذيل كتابه بببليوجرافيا - تكاد تكون - شاملة عما كتبه لطفي جمعة، وعما كتب عنه، لتكون مفتاحا لأية دراسة تكتب عن لطفي جمعة بعد ذلك.
وهكذا أخرج الطماوي لطفي جمعة من قبره مرة أخرى، كعنقاء الأدب الحديث، أو كمارد القمقم الذي حبس فيه لسنوات كثيرة. ومنذ خروج هذا الكتاب، أصبح للطفي جمعة شأن آخر! فتهافتت أقلام الكتاب والباحثين وأساتذة الجامعات على دراسة أدب لطفي جمعة، منطلقة من كتاب أحمد حسين الطماوي.
ولعل القارئ يتساءل: ألم يحاول لطفي جمعة في حياته نشر هذا الكم الهائل من المخطوطات الأدبية، وبالأخص المخطوطات المسرحية؟! وألم يحاول من بعده أبناؤه القيام بهذه المهمة؟! والإجابة عن هذا التساؤل، تجعلنا - تبعا لما بين أيدينا من وثائق ومعلومات - أن نقول: لقد حاول الأب، وأيضا حاول الأبناء ... ولكن دون جدوى!
ففي عام 1916، وبعد تمثيل مسرحية «قلب المرأة» - من قبل جوق أبيض وحجازي - أرسل لطفي جمعة خطابا إلى أحد الناشرين - وهو غرزوزي حبيب - من أجل نشر المسرحية، وقد وضع لطفي بعض الشروط في هذا الخطاب. وبعد أيام قليلة جاء الرد، وفيه قال غرزوزي: «سيدي الفاضل، وافاني كتابكم الكريم المملوء من العواطف النبيلة ما يعجز عن وصفه الجنان ... أشكركم شكرا وافرا لما أوليتموني من الجميل بإظهار ثقتكم بي وثنائكم علي، ومن خصوص طبع الرواية فأنا مستعد لقبول شروطكم، وإنما ثمن الورق الآن مرتفع جدا، ولا سيما الجيد منه، وهو يكاد أن يكون معدوما، ولكن ذلك لا يمنع من تهيئة الأصول للطبع، وفي أول فرصة مناسبة أبادر بطلبها منكم. المخلص غرزوزي حبيب.»
ومرت الأيام والسنون دون أن يطلب الناشر الأصول، وما كان سيطلبها في يوم من الأيام؛ لأن أسلوب التهرب من طبع المسرحية، واضح بصورة جلية في الخطاب، وهذه كانت المحاولة الأولى.
Bilinmeyen sayfa