Aşkların Oyunu Saraylarda
مكايد الحب في قصور الملوك
Türler
ولا يخفى أن إلحاحا شديدا كهذا لا بد له من أثر، وهكذا حدث، فإن عقيلة فتزهربرت لم يسعها أن تظل إلى النهاية مغضية عنه؛ لأن قلبها الرقيق لم يطاوعها على ذلك. فأخذت تشعر بشيء من الندامة وتوبيخ الضمير. وكانت قد سبقت فوعدته أنها لن تتزوج غيره، والآن ارتضت أن تقترن به إن لم يعارض الملك في ذلك، وعلى شروط أرضت ضميرها وإن لم يكن لها حق شرعي في أن تكون زوجة الأمير.
وفي يوم من شهر ديسمبر سنة 1785 رجعت إلى منزلها في بارك لاين، ولم يخطر قط في بالها في وقت انهماكها بالاستعداد للزواج أن الرجل الذي قبلته زوجا لها يصرح لعقيلة فوكز وزوجها بأنه لا صحة على الإطلاق لما يشاع من عزمه على الاقتران بأرملة فتزهربرت.
وفي اليوم الخامس عشر من شهر ديسمبر احتفل بزواجهما في منزلها، وقام بصلاة الإكليل قسيس شاب يدعى روبرت بورت بأجرة قدرها خمسمائة جنيه، مشفوعة بوعد رعايته والعناية به في المستقبل. وحضر الأمير ماشيا يصحبه أورلندو بردغمن. وقدم العروس خالها المستر أرنتون، وكان هو وأخوها جاك سميث شاهدين. وبما لا مزيد عليه من الحذر والتكلم جثا العروسان - ماري فتزهربرت وجورج ولي العهد - وفاها بالعهد الذي جعلهما زوجين.
وقضيا بعد ذلك سنة أو أكثر في صفاء وهناء لا يفارق أحدهما الآخر. وهذا الاتصال بينهما صار مصدرا لكثير من الإشاعات والأقاويل. وكانت أحوال الأمير المادية تزداد ضيقا وعسرا، ومست الحاجة إلى عرضها على مجلس النواب، وهذا ما شد عليه وطأة الحيرة والارتباك. فمن جهة كانت حاجته إلى المال بالغة أقصاها، ومن جهة أخرى يجب إبقاء زواجه سرا مكتوما؛ لأن اقترانه بزوجة كاثوليكية يقضي بحرمانه حق الجلوس على العرش.
فلأجل التخلص من هذه الورطة انساق بدافع جبنه وضعف عزيمته إلى إغراء صديقه فوكز بالتصريح في مجلس النواب بأن خبر اقترانه بعقيلة فتزهربرت من أقبح التخرصات السافلة والأراجيف الشائنة. وبناء على هذا التصريح قرر المجلس إيفاء ديونه ووافق على إضافة مبلغ عشرة آلاف جنيه إلى الاعتماد المخصص لنفقاته. ويقول اللورد ستورتن إن ولي العهد بكر في صباح اليوم التالي إلى أرملة فتزهربرت وقال لها: «يسوءني جدا أن أخبرك بما فعله فوكز أمس، فإنه وقف في مجلس النواب وأنكر صحة اقتراننا. فهل سمعت بأفظع من هذا الأمر؟» فلم تجبه بشيء، ولكنها امتقعت وعلا وجهها قتام الغيظ والغضب.
ولما أخبرته أنها بعد حدوث هذا الأمر المعيب لا يمكنها أن تعيش معه، أكد لها أنه لم يفوض إلى فوكز التصريح بإنكار اقترانهما، وأنه سينشر بيانا يكذب فيه هذا التصريح. وبعد أياما ألقى شريدان بيانا موعزا به من ولي العهد، وهذا البيان مع عدم الاعتراف فيه بالزواج يحمل سامعيه على الاستدلال والحكم بأن عقيلة فتزهربرت لم تكن سريته.
فعادت المياه بينهما إلى مجاريها بخيانة مزدوجة كان وجهها الأول ادعى للاحتقار والامتهان من وجهها الثاني. واستأنفت أرملة فتزهربرت علاقتها بزوجها الجبان ولكن على غير ما يرام من الصفاء والوئام.
وإليك وصفا موجزا لبعض ما كانت تعانيه منه في تلك الأيام مقتبسا من مذكرات المستر ريكس، قال: «كان الإفراط في تناول المسكرات شائعا في ذلك الحين، وكان من عادة عقيلة فتزهربرت ألا تنام قبل مجيء قرينها. وكثيرا ما كانت تسمع بعد نصف الليل وقع أقدام على الدرج تستدل منه على مجيء زوجها مع بعض أصحابه، وقد لعبت برءوسهم سورة الخمر وهم يضجون ويعربدون، فتفر هاربة من وجوههم مختبئة تحت إحدى الأرائك أو المتكآت. وكان الأمير يدخل وإذ لا يجدها في البهو يستل حسامه هازلا مازحا، ويأخذ في البحث عنها حتى يعثر عليها فيجرها من مخبئها مروعة مذعورة.
ولكنها على رغم ما رأته فيه - ولم تكن تعلمه من قبل - من قلة الأمانة والإخلاص وسرعة التقلب والتحول، وشدة الانغماس في مفسدات الأخلاق، لم تكن عيشتها معه خالية من بعض مظاهر الرغد والسعادة. وهذه السعادة الضئيلة القليلة كانت من وقت إلى آخر عرضة للحئول والزوال بما كان يشغلها من عسر الأمير المالي وضيق ذات يده .
وقد بلغ مرة من اشتداد عسره أنهما بعد رجوعهما من بريتون إلى لندن لم يستطيعا الحصول على مبلغ خمسة جنيهات كانا في أشد احتياج إليه. ولما تفاقم على الأمير خطب الإملاق وتراكمت عليه الديون، اضطر أن يلتمس النجاة من هذا الضيق الخانق بالاقتران بكارولين برنسويك، وكان ذلك على رغمه. فاستعان على تسكين جأشه وإخماد جذوة اضطرابه ساعة الاحتفال بزفافها إليه بتجرع مقدار كبير من الكونياك.
Bilinmeyen sayfa