Aşkların Oyunu Saraylarda
مكايد الحب في قصور الملوك
Türler
لكنها كانت لا تزال في شرخ صباها وأوج جمالها وعنفوان طموحها إلى الرفعة والشهرة. ومع ترملها وشدة فقرها كانت ترى مجال السعي لبلوغ آمالها واسعا أمامها وبابه مفتوحا، ولديها قلوب كثيرة تتهالك على الخضوع لسلطان حسنها وجمالها. وفي أثناء حداثتها عللت نفسها بأنها لن تموت إلا وهي حاملة لقب دوقة، وأمامها متسع من الوقت للحصول على هذا اللقب، وبلوغ الغاية التي وضعتها نصب عينيها. ولم تخلع ثياب الحداد على قرينها جورج هملتن، إلا كانت مرتدية حلة الاقتران بسفير إنكلترة في فرنسا؛ إذ لقيت في أحد أسفارها تالبوت الذي كان منذ خمس عشرة سنة عرض عليها أن يتزوجها وردته خائبا.
وكان هذا الشاب الإرلندي الجميل قد تزوج بغيرها وفقد زوجته، وظل فؤاده متعلقا بحب فرانسز، فعرض عليها الاقتران بها، ولم تبطئ هذه المرة أن أجابت طلبه بملء الارتياح. ونال الزوجان نصيبا كبيرا من المكانة وعلو المنزلة عند دوق يورك وزوجته.
وحدث بعد اقترانهما أن جيمس الثاني جلس على عرش إنكلترة، وكان لتالبوت منزلة رفيعة عنده، فأنعم عليه بلقب كونت، وولاه قيادة الجيش في إرلندة. فذهب إليها ومعه الكونتس فرانسز. وبعد بضع سنين صحت أحلامها وبلغت المئتاة
1
في مضمار سعيها، وأدركت الغرض الذي كانت تعلل نفسها به وصارت دوقة؛ إذ ترقى زوجها إلى رتبة نائب في إرلندة.
وحينئذ بلغت فرانسز أقصى أمانيها، بل فوق ما كانت تطمح نفسها إليه؛ لأنها لم تنل لقب دوقة فقط، بل كانت نائبة الملكة. وقلما شاهدت إرلندة ملكة ضارعت فرانسز في جمالها وعظمة شأنها ورفعة قدرها. وعلى رغم ما لقيته من الصعاب والمكايد والدسائس، ظلت قابضة على ناصية الحوادث والشئون بيد الحزم والعزم، ومحافظة على ما لها ولزوجها من جلال القدر وكرامة النفس. ولما حدثت معركة بوين وانتهت بانكسار جيش الملك جيمس الثاني، وآذنت شمس عظمتها بالغروب، لم تبرح رافلة بحلة الأبهة والعظمة، وواقفة على قدم العزم والثبات غير جاعلة للقنوط واليأس سبيلا للوصول إليها والاستيلاء عليها.
ثم فوجئت بموت زوجها بعلة قلبية، فانهار صرح عزها، وهوى كوكب سعدها، وأناخ عليها الدهر بكل من البؤس والشقاء ، حتى باتت في أواخر أيام حياتها في حاجة إلى ما يدفع عنها غائلة الموت جوعا، واضطرت أن تتعاطى الخياطة متنكرة. ولله ما كان أعظم الفرق بين تنكرها الاختياري في أيام صباها للهو والتسلية، وتنكرها الاضطراري في بدء الشيخوخة للحصول على القوت اليومي. وبمساعي صهرها دوق مارلبورو تمكنت من استرجاع بعض أملاك زوجها المحجوزة في إرلندة، فعاشت على ريعها واستغنت عن مزاولة الخياطة. وقضت الثلاثين سنة الأخيرة من حياتها الطويلة في دبلن بإرلندة، حيث بلغت قبلا أوج العظمة والكرامة. وفي هذه السنين الأخيرة كان جمالها قد فارقها راكبا جناحي نعامة، ونشأت وفاتها عن سقوطها في إحدى ليالي الشتاء الباردة من سريرها إلى الأرض، ولشدة ضعفها وخور عزمها لم تستطع النهوض ولا الاستغاثة. وفي الصباح وجدوها في أسوأ حالات الضعف، ولم تلبث أن أسلمت الروح. وهكذا قضت نحبها فرانسز جننس التي رشفت في اثنتين وثمانين سنة أحلى كئوس المسرة والهناء، وتجرعت أمر غصص البؤس والشقاء.
مغامرة نسيبة هنري الثاني
حدث ذات يوم في سنة 1766 أنه بينما كان المركيز والمركيزة بولانفيليه يسيران في مركبتهما الفاخرة، يجرها أربعة جياد بين باريس وضواحي قرية باسي، عرضت لهما فتاة صغيرة رثة الثياب حافية القدمين، وعلى ظهرها ولد أصغر منها، وسألتهما صدقة، وقالت وهي تحاول أن تجاري خيل المركبة في مسيرها: «تصدقا يا سيدي بقطعة نقود على يتيمين بائسين من سلالة هنري الثاني ملك فرنسا.»
فرمقها المركيز شزرا وانتهرها معرضا عن توسلاتها. لكن الفتاة لمحت علامات الحنان والمؤاساة بادية على محيا المركيزة، فاستأنفت السير والاستجداء، وكررت قولها السابق. وإذ ذاك التفتت إليها المركيزة وسألتها: «أين تسكنين أيتها الفتاة؟» ولما أخبرتها بعنوان مسكنها قالت لها: «اذهبي الآن، فسوف أنظر في أمرك.»
Bilinmeyen sayfa