Cahiz'in Mektupları
رسائل الجاحظ
Araştırmacı
عبد السلام محمد هارون
Yayıncı
مكتبة الخانجي، القاهرة
Yayın Yılı
1384 ه - 1964 م
Türler
وإذا كان الأمر على ما وصفنا فالبنوي خراساني. وإذا كان الخراساني مولى والمولى عربي، فقد صار الخراساني والبنوي والمولى والعربي شيئا واحدا. وأدنى ذلك أن يكون الذي معهم من خصال الوفاق غامرا لما معهم من خصال الخلاف، بل هم في معظم الأمر، وفي كبر الشأن وعمود النسب متفقون. فالأتراك خراسانية، وموالي الخلفاء قصرة، فقد صار فضل الترك إلى الجميع راجعا، وصار شرفهم زائدا في شرفهم.
وإذا عرف سائر الأجناد ذلك سامحت النفوس، وذهب التعقيد، ومات الضغن، وانقطع سبب الاستثقال، فلم يبق إلا التحاسد والتنافس الذي لا يزال يكون بين المتقاربين في القرابة، وفي الصناعة، وفي المجاورة.
على أن التوازر والتسالم في القرابات وفي بني الأعمام والعشائر أفشى وأعم من التخاذل والتعادي.
ولحب التناصر والحاجة إلى التعاون انضم بعض القبائل في البوادي إلى بعض، ينزلون معا، ويظعنون معا. ومن فارق أصحابه أقل، ومن نصر ابن عمه أكثر، ومن اغتبط بنعمته وتمنى بقاءها والزيادة فيها أكثر ممن بغاها الغوائل وتمنى انقطاعها وزوالها.
ولا بد في أضعاف ذلك من بعض التنافس والتخاذل، إلا أن ذلك قليل من كثير.
وليس يكون أن تصفو الدنيا، وتنقى من الفساد والمكروه، حتى يموت جميع الخلاف، وتستوي لأهلها، وتتمهد لسكانها على ما يشتهون ويهوون؛ لأن ذلك من صفة دار الجزاء، وليس كذلك صفة دار العمل.
Sayfa 195