Mecmua Risaleler
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Türler
ثم جعل الله جل ثناؤه - أفضل القبائل حين فضل بينها في النعم - لبني إسرائيل - وهم قبيلة واحدة وبنو أب - فضلا على قبائل بني آدم في زمانهم الذي كانوا فيه، فقال: ?ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين?[الجاثية: 16]، وقال موسى عليه السلام لقومه: ?يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مالم يؤت أحدا من العالمين?[المائدة: 20]، فكان بنو إسرائيل وهم قبيلة واحدة وبنو أب مفضلين على قبائل بني آدم في الزمن الذي كانوا فيه، بنعمة الله عليهم إذ جعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا، وأكرم بني إسرائيل أتقاهم، كما قال الله عز وجل.
وإنما فسرت لك تأول الناس هذه الآية لتعلم أن الله جعل لذرية محمد صلى الله ولقومه الفضل به، حين بعث الله منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل الكتاب عليه، وأكرمهم عند الله أتقاهم كما قال الله عز وجل. وقال لهم: ?كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ماجاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم?[البقرة: 213].
Sayfa 91