(( اعلم أنا قد بينا فيما تقدم أن السنة هي ما صح واشتهر واستفاض في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه رضي الله عنهم ، وتابعيهم وبلغنا متواترا أو مشهورا من غير معارضة ولا شبهة ، مثل الإيمان بالأقدار لتواتره في الأخبار والآثار ، فليس خلق أفعال العباد من هذا ولا هو قريب منه ، فلا وجه لكونه من السنة ، لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين علم أركان الإسلام والإيمان والإحسان لم يذكره ، ثم لم يصح فيه حديث واحد ولا أثر . وأما أخذه من { خالق كل شيء } فهو خلاف الاحتياط في مواضع الخطر )) .
انظر إيثار الحق على الخلق ، ص 340 - 341
8- بعد أن ذكر ابن الوزير رحمه الله ، عقيدته في عدم صحة القول بخلق أفعال العباد ، وساق الاحتجاجات المبطلة لما قال به أهل السنة والجماعة ، صرح بأن عقيدته - عدم خلق الله لأفعال العباد - ، وهذه السطور يحتاجها من يحتج بتقية ابن الوزير في كلامه المخالف لعقائد أهل السنة والجماعة ، كالقاضي إسماعيل بن علي الأكوع ، في كتابه عن ابن الوزير ، فيقول ابن الوزير ، بما لا يدع للمتمسك بخيوط التقية أي مناص ومخرج ( مع ما سبق ) ، ما نصه :
(( وهذا المستند الذي معي قد أبديت صفحته للناظرين ، فمن عرف خيرا منه وأوضح وأبين فليتبع الهدى ، ولا يمل عن الأقوى ، فإن ذلك صنيع أهل الأهواء ، وما أصبت فيه فبحمد الله ومشيئته وحسن توفيقه ، وما أخطأت فيه فبسوء اختياري ، والله سبحانه عن ملامته بريء ))
انظر العواصم والقواصم ، 7/116
* هذه عقيدة ابن الوزير في أفعال العباد باختصار ، لم يسعف الوقت لتفصيلها ، ولكنا نحيل ، وعلى المهتم المراجعة .
Sayfa 5