اللّبس ما ليس في حديث الباب. وقد أسهب في الشرح إسهابًا مفيدًا ممتعًا، شحنه بالفوائد والفرائد مما تمسُّ حاجةُ الإنسان إليه في شؤون دنياه وآخرته.
٥ - إيرادُ الأحكام الفقهية المستفادة من الحديث -وهي مما تشتد حاجةُ المكلف إليها- ونسبتُها إلى قائليها من الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين مما يدل على اطلاعه الواسع على فتاوى السلف، وحفظه لآثارهم العلمية، وما كانوا يجتهدون من مسائل، وتفَهُّم لها، وبمعرفة بمراميها وغاياتها، وما اختلفوا فيه من هذه المسائل، فإنه يحتج لِكُلِّ قول منها بدليله، ثم يُرجح ما يراه أبلغ في الحجة، وأوفق للنص.
٦ - ذكرُ طائفة من الحِكَمِ المأثورة عن السلف الصالح الذين وُصفُوا بالعلم والتقوى والورع في نهاية شرحِ الحديث مما له صلة به، وهي حِكَمٌ مؤثّرة تتغلل إلى أعماق النفس، فتحدث فيها تغييرًا ملموسًا نحو الأفضل.
ويرى بعض أهل العلم أن هذا الكتاب بعامة، وفصول الأخلاقيات بخاصة تمثل الكبير من حياة ابن رجب، وأن هناك ترابطا قويًا بين ما ذكره هو في كتابه، وما ذكره عنه من ترجموا له.
د- شرح علل الترمذي
شرح فيه " العلل الصغير " للترمذي وقد أفاد وأجاد، والذي يقرأ هذا الكتاب يعلم مدى فهم ابن رجب للعلل، واستيعابه لأقوال الأئمة القدماء، وتوجيهه لاصطلاحاتهم، وهو كتاب لا يستغني عنه طالب حديث، فهو يُقعَّدُ تقعيدات ويشرح معضلات ويوضح مبهمات هذا الفن، الذي لا يتقنه إلا المبرزين من الحفاظ فرحم الله ابن رجب على ما أفادنا في هذا الكتاب.
هـ- رسائل ابن رجب التي تضمنت شرح حديث واحد
قلت: وقد نهج فيها نفس المنهج الذي نهجه في شرح " جامع
مقدمة جـ 1 / 37