Mecmu Risaleler

Saladin d. 761 AH
53

Mecmu Risaleler

مجموع رسائل الحافظ العلائي

Araştırmacı

وائل محمد بكر زهران

Yayıncı

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Yayın Yeri

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Türler

قوله تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ (١). وقال ابن مسعود عند ذكر معاذ ﵁: إن معاذًا كان أمة قانتًا للَّه. ثم قال: الأمة: معلم الخير، والقانت: المطيع للَّه ورسوله (٢). وأصل القنوت: لزوم الطاعة والخضوع، وفسر بكل منهما قوله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (٣). وَقِيلَ: القنوت القيام، وبه فسر قوله ﷺ لما سئل: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طُولُ القُنُوتِ" (٤)، لكنه ليس مطلق القيام، بل القيام مع الخضوع فيكون هنا معنى القانت: القائم بما أمره اللَّه. و"الحنيف": المائل إلى ملة الإسلام غير الزائل عنه. و"الحنف": هو الميل عن الضلال إلى الاستقامة، وتحنف الرجل: إذا تحرى طريق الاستقامة. وكان العرب تسمي كل من اختتن أو حج حنيفًا، تنبيهًا على أنه على دين إبراهيم ﵊، ومنه ما جاء في بعض روايات بدء الوحي: كان رسول اللَّه ﷺ يجاور في حراء في كل سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنف به قريش في الجاهلية. والتحنف: التبرر، قال السهيلي: لأنه من الحنيفية دين إبراهيم ﵇ (٥). ثم أكد ﷾ ذلك بنفي الشرك عنه؛ ردًّا على قريش في زعمهم أنهم على ملة إبراهيم ﵇ وهم مشركون وهو ﵊ لم يكن مشركًا بل كان حنيفًا على دين الإسلام. أخبرنا شيخنا أبو الفضل سليمان بن حمزة وعيسى بن عبد الرحمن المقدسيان بقراءتي على كل منهما قال: أنا جعفر بن علي المقرئ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمد

(١) البقرة: الآية ١٢٤. (٢) "الكشاف" (١/ ٦٧١). (٣) البقرة: الآية ٢٣٨. (٤) رواه مسلم (٧٥٦) من حديث جابر ﵁. (٥) "الروض الأنف" (ص ١١٥).

1 / 60