136

[استسقاء عبد المطلب]

العباس بن هشام عن أبيه عن معروف بن خربوذ [1] المكي، قال:

قحطت بلاد قيس [2] ، فلم يكن لها مرعى، ولم تنبت كلا، فاجتمعت قيس للمشهورة وإجالة الرأي، فقالت فرقة منهم: انتجعوا [3] وادي تميم وبلاد بني العنبر، وقالت فرقة: إن تميما عدد كبير لا يفضل منهم ما يكفيكم، وقالت فرقة: لينتجع كل ولد أب منكم ولد أب من غيركم، فاعقدوا بينكم وبينهم حلفا يشركوكم في ريفهم، فقام رجل مجتمع الخلق، حسن الوجه، جيد الرأي [فقال] [4] : إن سيد البطحاء استسقى فسقي، واستشفع فشفع، فاجعلوا قصدكم إليه، واعتمادكم عليه، فأنه أنجح للطلب، وأقرب للسبب. فارتحلت قيس وأسد وهذيل ومن داناهم [54 ظ] من مضر، حتى دخلوا على عبد المطلب بن هشام [5] ، فسلموا عليه وعظموه، فقال لهم: أفلحت الوجوه، فتكلم ذلك الرجل المشير، فقال: يا أبا الحارث، نحن ذوو أرحامك الواشجات [6] ، أصابتنا سنون مجدبات، أفقرن الغني منا، وأهزلن السمين من شائنا وإبلنا، وقد بلغنا خبرك، وبان لنا أثرك، فاشفع لنا إلى مشفعك، فقال: بالرحب

Sayfa 161