Mecmu Fetvalar
مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان
Türler
Fetvalar
تفسير سورة فاطر
سؤال: ما معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: ٢٨]؟ وهل معنى هذا أن غير العلماء لا يخشون الله؟ وأي العلماء مقصودون في الآية؟
الجواب: يقول الله ﷾ لما ذكر آياته الكونية من مخلوقات وتنوع ألوانها، قال: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ .
المراد بالعلماء هنا: أهل العلم الشرعي، الموروث عن النبي ﷺ الذي يعرف بالله ﷾ وبآياته وقدرته ونعمته على عباده، فأهل العلم بالله هم الذين يخشونه حق خشيته، وهذه من جملة الآيات التي فيها مدح العلماء والثناء عليهم؛ لأنهم هم الذين يخشون الله ﷾ حق خشيته، إذا كانوا يعملون بعلمهم ويؤدون حقه عليهم، بخلاف علماء الضلال، فإنهم ليسوا كذلك، علماء اليهود ومن نحا نحوهم من علماء الضلال، إنما المراد هنا العلماء العاملين بعلمهم، فإن الله ﷾ أخبر أنهم هم أهل خشيته، كما أنه ذكر شهادتهم مع شهادته، بقوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: ١٨]، وقال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ٩]، والنصوص في هذا كثيرة، وهذه الآية من جملتها، وأما غير أهل العلم، منهم من يخشى الله على قدر معرفته بالله ﷾، لكن أكثر الناس خشية لله وأعظمهم خشية لله هم أهل العلم، والمقصود بالعلم هنا: العلم الشرعي النبوي.
***
1 / 165