224

Mecmu Fetava

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Yayıncı

دار الوطن

Baskı Numarası

الأخيرة

Yayın Yılı

١٤١٣ هـ

Yayın Yeri

دار الثريا

Türler

Fetvalar
والقول الثاني في تفسير القرب في الآيتين هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وضعف تفسيره بالعلم والإحاطة، وقال في شرح حديث النزول ص ٤٩٤ ج ٥ من مجموع الفتاوى لابن قاسم: "ليس في الكتاب والسنة وصفه بقرب عام من كل موجود حتى يحتاجوا أن يقولوا بالعلم والقدرة والرؤية" قال: "وكأنهم ظنوا أن لفظ القرب مثل لفظ المعية". ثم ذكر الفرق بينهما بمقتضى النص واللغة وقال ص ٥٠٢: " فلا يجعل لفظ مثل لفظ مع تفريق القرآن بينهما".
وأما القرب المذكور في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ .
والقرب المذكور في قوله ﷺ فيما رواه أبو موسى عنه: «أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا» . رواه البخاري في الباب التاسع من كتاب التوحيد. ومسلم في الباب الثالث عشر من كتاب الذكر والدعاء وزاد: «والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم» . ورواه أحمد في المسند ص ٤٠٢ ج ٤ بلفظ «من عنق راحلته» .
أقول: أما القرب المذكور في هذه الآية والحديث فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول ص ٥٠٨ ج ٥ من مجموع الفتاوى لابن قاسم: " فهنا هو نفسه ﷾ القريب المجيب الذي يجيب دعوة الداعي لا الملائكة" إلى أن قال ص ٥١٠: "وأما قرب الرب قربا يقوم به بفعله القائم بنفسه فهذا تنفيه الكلابية، ومن يمنع قيام

1 / 252