خطبة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستهديه من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم أما بعد : فهذا مجموع نفيس يشتمل على فوائد حول بلدان اليمن وقبائلها مرتبا على حروف المعجم ليسهل تناوله.
وإنما جمعت فيه بين البلدان والقبايل لأن في اليمن بلدانا كثيرة سميت بأسماء القبايل ، كما أن من قبايل اليمن من ينسب إلى بلدانها على ما سيمر بك فيما يأتي إن شاء الله تعالى قريبا.
فمن فوايده أن من يقرأ في كتب التاريخ والتراجم والسير قد يمر به ذكر بلد أو موضع أو قبيلة في اليمن لم يذكر المؤرخ ناحيتها من اليمن فيشتاق القارىء إلى معرفة ناحيتها كأن يقرأ مثلا في سيرة ابن هشام فيمر بذكر يوم الرزم ، والرزم محل الوقعة بين همدان ومراد في اليوم الذي أوقع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمشركين في بدر فلا شك أن القارىء يشتاق إلى معرفة الموضع المسمى بالرزم ، وهو رزم ملاحا من ناحية الجوف بالقرب من قرية مجزر كما بينه الحسن بن أحمد الهمداني صاحب الإكليل في كتابه صفة الجزيرة حيث قال عند الكلام على أودية خولان العالية : ووادي ملاحا ، وملاحا أيضا بالجوف ، وإليها ينسب يوم رزم ملاحا وقتلت همدان من مذحج بشرا وقتل يومئذ فوارس الأرباع بنو ذي الغصة. انتهى.
ومن فوائده بيان مواضع القرى الخاربة التي لها ذكر في التاريخ وأشعار العرب كبلدة أثافت التي لم يبق منها غير أطلال في بلاد حاشد على مقربة من دماج شرقي خمر على مسافة نحو ساعتين.
وكبراقش ومعين وكمنا والبيضا والسودا وغيرها من المدن المعينية الخاربة في ناحية
Sayfa 15
الجوف وكقصر بينون (1) الباقية آثاره في مخلاف ثوبان من ناحية الحدا ، ومن أهم آثاره الطريق المنقورة في بطن الجبل طولها نحو ماتي ذراع يمر منها الجمل بحمله. وكقصر تلفم وهو القصر المشيد في رأس الجبل المطل على ريدة من ناحية البون.
وكمدينة الثجة التي جهل محلها في سفح جبل التعكر من ناحية جبلة وكمدينة جبا وهي مدينة المعافر التي لم يبق منها غير مسجدها الجامع في غربي جبل صبر من بلاد تعز وقد نسب إليها كثير من العلماء وكالمدن الخاربة في تهامة : منها مدينة فشال بوادي رمع حيث عمر في بقعتها قرية الحسينية من ناحية بيت الفقيه ابن عجيل كما حكاه في نفح العود ومدينة القحمة بوادي ذؤال على مقربة من بيت الفقيه من جهة الشمال ، وإليها ينسب جبل القحمة المعروف هنالك. ومدينة الكدراء الخاربة في وادي سهام ما بين المراوعة والمنصورية ومدينة المهجم بوادي سردد فيما بين الزيدية وجبل ملحان لم يبق منها غير المنارة القائمة في أرض المخلاف من بلاد بني البرة. ومدينة المحالب الدارسة بوادي مور من جهة الجنوب على مقربة من سوق بجيلة وقد درست.
ومن فوايده بيان المحلات والمخاليف التي تبدلت أسماؤها كجبل تخلى الذي حكاه. الهمداني في صفة الجزيرة وبالغ في وصفه وهو بجبل مسور المنتاب من نواحي بلاد حجة وجبل تيس الذي ردد ذكره المؤرخون ، ويعرف الآن ببني حبش من بلاد الطويلة وحصن أشيح الذي سكنه الداعي سبأ بن أحمد علي الصليحي وحكاه المؤرخون ويعرف الآن بحصن ظفار من بني سويد في بلاد أنس وهو خراب. وكمخلاف أقيان ويعرف الآن بناحية شبام كوكبان ومخلاف مأذن الذي منه ريعان وضلع وضهر وقد اندمج في عموم ناحية همدان صنعا ومخلاف ذي جرة ويعرف الآن بناحية سنحان وبلاد الروس واليمانيتين من خولان العالية ، ومخلافي ألهان ومقرى ويعرفان الآن ببلاد أنس الجانب الشمالي الهان والجانب اليماني مقرى وقد نسب إليه كثير من العلماء حكاهم في معجم البلدان وممن نسب إليه يحيى حميد المقرائي ، ومخلاف يحصب ويعرف الآن ببلاد يريم وما جاورها من البلدان.
ومخلاف جعفر ويعرف الآن بناحية مذيخرة وشلف من بلاد العدين وناحية جبلة وحبيش وبعدان من بلاد إب ، ومخلاف جيشان ويعرف الآن ببلاد قعطبة وناحية النادرة ومدينة جيشان خرب أكثرها وهي على مقربة من قعطبة. ومخلاف المعافر ويعرف الآن ببلاد الحجرية وناحية صبر من بلاد تعز. وجبلان العركبة ويعرف الآن بجبل وصاب العالي. والعركبة :
Sayfa 16
مدينة خاربة في وصاب العالي حكاها الحبيشي في تاريخ وصاب إلى غير ذلك من المخاليف والبلدان التي تبدلت أسماؤها. ومن فوايده معرفة الخطأ في بعض المصنفات القديمة كما حكى صاحب معجم البلدان في عكاد وعكوتين قال : اسم جبلين منيعين مشرفين على زبيد من أحدهما عمارة اليمني الشاعر إلى آخر الكلام عليهما. والصحيح أن الجبلين المذكورين في وادي عتود من بلاد عسير على مسافة عشر مراحل (مسافة خمسين كيلومتر تقريبا) (1) من زبيد كما حكاه في نفح العود حيث قال : ومشى عبد الوهاب يعني أمير عسير من جهة ابن السعود في وادي عتود حتى وصل محلا يسمى الجنبين تثنية جنب وجعل جبلي عكاد وعكوتين على يساره وهما الجبلان اللذان يقول فيهما عمارة اليمني يخاطب عينه : إذا رأيت جبلي عكاد ، وعكوتين من محل بادي فأبشري يا عين بالرقاد.
وصاحب نفح العود هو من علماء تهامة وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ، وكقوله في جبل صبر المعروف بتعز. قال : وإليه ينسب نشوان بن سعيد الحميري صاحب كتاب شمس العلوم. والصحيح أن نشوان نسب إلى صبر بفتح الباء الموحدة وهو واد غربي صعدة فيه قرى ومزارع.
وكما قال صاحب المعجم أيضا في نسب الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان الذي استطرد ذكره في الكلام على ورور قال : إنه ينسب إلى أحمد بن الحسين بن القاسم بن اسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ورواة الأنساب يقولون إن أحمد بن الحسين لم يعقب هكذا حكى ياقوت في معجم البلدان والصحيح أن الإمام عبد الله بن حمزة من ولد عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسي بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لم يختلف في صحة نسبة اثنان.
وكما قال صاحب المعجم أن ناعطا وهو القصر الحميري في بلاد حاشد شمالي صنعاء على مسافة يومين قال صاحب المعجم : ناعط حصن في رأس جبل بناحية اليمن كان لبعض الأذواء قرب عدن انتهى كلامه وأين ناعط من عدن ، فبينهما مسافة اثني عشر يوما ، إلى غير ذلك من الخطأ في معجم البلدان وهو كثير.
ومن فوايده معرفة البلدان والقبائل المتفقة الأسماء المختلفة الجهات كظفار داود في بلاد حاشد وظفار يحصب عاصمة التبابعة في بلاد يريم وظفار الحبوضي على ساحل البحر الهندي فيما بين حضرموت وعمان. وثمة حصون كثيرة باليمن تسمى بظفار.
Sayfa 17
وكشبام أقيان وهي شبام كوكبان وشبام اليعابر وهي شبام حراز وشبام سخيم وهي شبام الغراس وشبام حضر موت المدينة المعروفة. وكبني قيس خولان من بلاد صعدة وبني قيس حاشد وهي تسيع في بني صريم من ناحية خمر وبني قيس تهامة الناحية المعروفة راس وادي مور ، وبني قيس المخلاف المعروف بناحية البستان من نواحي صنعاء ، وبني قيس خبان العزلة المعروفة بوادي خبان من أعمال يريم ، وبني قيس قرية في ناحية جبن من بلاد رداع وقد خرج منها علماء حكاهم الجندي في تاريخه إلى غير ذلك من البلدان والقبايل المتشابهة الأسماء المختلفة الجهات. ومن فوايده تبيين القبائل الغامضة والبلدان الدارسة التي نسب إليها بعض الأعلام كقبيلة السبيع بطن من حاشد ؛ منهم أبو اسحق السبيعي التابعي المشهور. والأوزاع : بطن من حمير منهم الإمام أبو عمرو الأوزاعي. والأصابح من حمير أيضا ؛ منهم الإمام مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة وتجيب والصدف من بطون كندة منهم علماء مشاهير مذكورون في المؤلفات. ودوس بطن من الأزد منهم أبو هريرة الدوسي والمعافر التي نسب إليها ابن هشام صاحب السيرة وهي بلاد الحجرية ، والرماده التي نسب إليها الحافظ أحمد بن منصور الرمادي وهي من قرى بلاد تعز ، والأود من بطون مذحج منهم أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي ، ومساكن الأود في دثينة بين عدن وحضر موت وبجوارهم النخع عشيرة الأشتر النخعي وهم من مذحج أيضا. وأحاظة بلدة خاربة في ناحية حبيش خرج منها يحيى بن صالح الوحاظي إلى غير ذلك من القبايل والبلدان التي نسب إليها جماعة من العلماء الأفاضل رحمهم الله .
وقد رتبته على حروف المعجم ، واستوفيت في كل ناحية وكل قضاء ما اشتمل عليه من البلدان والقبايل التي تستحق الذكر مع التنبيه على ما شمله القضاء أو الناحية مما يلزم التنبيه عليه في محله من الكتاب وتحويله إلى حيث قد ذكر ليهتدي الباحث إلى محله.
واستطردت في كل ناحية وبلد بيان ارتفاعه عن سطح البحر ومزروعاته ومسيل أوديته وجهات مصباتها في تهامة ثم البحر الأحمر وجهة عدن وأبين ثم البحر الهندي وجهة مأرب والجوف ونجران وما إليها ثم الرملة الخالية (1).
وما أردت بجمع هذا إلا حفظ معلوماتي التي استفدتها من مطالعتي لكتب التاريخ كصفة الجزيرة للحسن بن أحمد الهمداني صاحب الإكليل ومعجم البلدان للشيخ ياقوت
Sayfa 18
الحموي ونفح العود للقاضي عبد الرحمن البهكلي ونثر الدر المكنون في فضايل اليمن الميمون للسيد محمد بن علي الأهدل من علماء الأزهر (عصري) (2) والقاموس وشرحه للسيد مرتضى الزبيدي وكتاب النسبة إلى البلدان وكتاب ثغر عدن كليهما لأبي محمد الطيب بن مخرمة ، وتأريخ الجندي ، والتحفة للسيد حسين بن عبد الرحمن الأهدل وطبقات الخواص للشرجي الزبيدي ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ، والإصابة لابن حجر العسقلاني ، وتاريخ ابن خلكان ، وصفوة الصفوة لابن الجوزي وغير ذلك من المؤلفات مع ما استفدته من البحث والمشاهدة في كثير من بلدان اليمن وإن كنت غير محيط بجميعها فما لا يدرك كله لا يترك بعضه ولعل من اطلع عليه من الإخوان يدعو لي بالتوفيق في حياتي أو يترحم على بعد مماتي. والله يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم بحوله وطوله أنه على ما يشاء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
Sayfa 19
حرف الهمزة
(حرف الهمزة مع الألف وما إليهما)
** آلاف
الغربي من صنعاء على مسافة ساعتين وسقيه في الصافية جنوبي صنعاء وفي بير العزب (غربي) صنعاء. حكى المؤرخون أن الذي أخرجه السيد الحسين بن القاسم الزيدي من ولد الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكان عاملا بصنعاء للإمام القاسم بن علي العياني في آخر القرن الرابع للهجرة.
وهذا غيل آلاف هو الذي قصده السيد علي بن حسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن الإمام القاسم المعروف بالخفنجي في أبياته التي ضمنها المفاخرة بين الروضة وبير العزب بقوله :
فجوبت بير العزب بإنصاف
إن كان عندك غيل فعندي آلاف
وسنذكر هذه القصيدة عند الكلام على صنعاء إن شاء الله فإنها اشتملت على ذكر كثير من بلدان صنعاء.
** أنس :
كيلومترا قاعدته ضوران.
بلاد آنس في العصر الحاضر تشمل تسعة مخاليف كل مخلاف يشمل جملة قرى وحصون ومزارع وهي :
1) مخلاف ضوران.
Sayfa 21
2) مخلاف بني أسعد.
3) مخلاف جبل الشرق بكسر الشين المعجمة وسكون الراء المهملة والقاف .
4) مخلاف ابن حاتم.
5) مخلاف حمير.
6) مخلاف بني خالد.
7) مخلاف المنار.
8) مخلاف بني قشيب.
9) مخلاف بني سلامة.
هذه مخاليف آنس في العصر الحاضر ، ويلحق بها ناحية جهران الواقعة شرقي بلاد آنس حسبما يأتي. وكانت بلاد آنس قديما تعرف بمخلافي الهان ومقرى قال في معجم البلدان : مخلاف الهان أخو همدان مخلاف واسع وفيه قرى كثيرة وقال في مادة الهان ما لفظه : الهان بوزن عطشان سميت باسم الهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد بن كهلان وحكي في مخلاف مقرى فقال : وهو مخالط مخلاف الهان وفيه وادي رمع وهما في غربي ذمار ، وقال في مادة مقرى ما لفظه مقرى بالضم ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لأنها رابعة من أقرت الناقة تقرى فهي مقرية إذا ثبت ماء الفحل في رحمها : قرية على مرحلة من صنعاء وبها معدن العقيق ينسب إليها فيما أحسب جبلة المقري وشريح بن عبيد المقرى روى عن أبي أمامة وروى عنه جرير. وأبو شعبة يونس بن عثمان المقرى عن راشد بن سعد روى عن يحيى بن صالح الوحاظي ، وقال الهمداني ابن الحائك هو مقرىء بن سبيع ابن الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبأ الأصغر. انتهى كلام ياقوت.
قلت وممن ينسب الى مخلاف مقرى الفقيه العلامة يحيى بن محمد بن حسن بن حميد بن مسعود بن عبد الله المقرائي الحارثي مصنف شرح الفتح المسمى بالشموس والأقمار في الفقه أكمل تأليفه في سنة 972.
وقال الهمداني في صفة الجزيرة ما لفظه مخلاف الهان ومقرى هو مخلاف واسع ينسب إليه غربي حقل جهران مثل ذي خشران ومعبر والهان
Sayfa 22
في ذاتها بلد واسع ومجمعها ، الجبجب ويسكنها الهان بن مالك أخو همدان وبطون من حمير وقراها تكثر ، ومقرى يسكنها آل مقرى بن سبيع ومنها يصلى الهان إلى وادي الشجبة الذي يصب الى شجبان ثم رمع جبل أنس ، وفيه محفر البقران ووتيح وسمح وريمة الصغرى ، ومن هذا الصقع في حيز سهام هو وبقلان وأعشار وكثير من غربي ذمار يعد في مقرى. وشجبان سوق أغوار هذه المخاليف ، وهو الحد بين هذه المخاليف وبين جبلان ريمة وما بين جبل آنس وحقل جهران ضوران ومذاب وبها قوم من حمير. انتهى كلام الهمداني.
وقال في منجم العمران أنس بكسر النون : قضاء من لواء صنعاء في ولاية اليمن قاله البستاني ، وذكر في الأصل إستطرادا بفتح الهمزة المقصورة ، وقال في معجم ما إستعجم للبكري أنس بفتح أوله وكسر ثانيه على بناء فعل جبل بديار الهان أخي همدان سمي بأنس أخي الهان وفي كتاب الجزيرة للهمداني أنس من أعالي جبلان سراة اليمن انتهى.
وقال في شرح القاموس آنس كصاحب : حصن عظيم باليمن وقد نسب إليه جملة من الأعيان منهم القاضي صالح بن داود الآنسي صاحب الحاشية على الكشاف توفي سنة 1100 وولده يحيى درس بعد أبيه بصنعاء وصعدة. انتهى كلام شارح القاموس.
وحكى العلامة أحمد بن عبد الله الجنداري في تاريخه أن وفاة القاضي صالح بن داود الأنسي الحدقي في سنة 1062 وهو يخالف ما حكاه شارح القاموس من أن وفاته سنة 1100 ولعل ما ذكره الجنداري هو الصحيح والله أعلم.
وممن نسب إلى آنس القاضي العلامة عبد الملك بن حسين الآنسي بن محمد بن عبد الفتاح بن أحمد بن يحيى بن ابراهيم بن صلاح بن عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن راشد بن أحمد بن أسعد بن عمرو السحاقي نسبة الى جبل إسحق وهو من بيت علم وفضل ، سكن أخيرا صنعاء وتوفي بها سنة 1315 وله ذرية بصنعاء الى اليوم.
والقاضي العلامة الأديب الشاعر عبد الرحمن بن يحيى الآنسي المتوفى بصنعاء سنة 1250 وهو من جرف الطاهر إحدى قرى مخلاف ابن
Sayfa 23
حاتم وله ذرية بصنعاء الى اليوم وديوان شعره الحميني متداول بأيدي الناس مرغوب فيه لحسن أسلوبه فمن شعره :
ليت شعري من أكثر ترقاب الفرص
فيك يا طير واحتال واحتاش
* توشيح
عجبي كيف إلى الآن زاد عاش
* بيت
* ومنها
* توشيح
أن حبه لهم مثلما كان
* تقفيل
Sayfa 24
والقاضي العلامة علي بن عبد الله الآنسي بن عبد الله بن علي محمد بن علي بن حسين بن محمد بن سليمن بن أحمد بن طميح بن داود بن قاسم بن فاضل بن محمد بن أحمد بن حنظل بن غازي بن زريب الوضاحي الجبري من علماء العصر أحد أعضاء المحكمة الاستئنافية الشرعية بصنعاء وتعرف عشيرته في أنس ببني طميح يسكنون محل القارة (1) من جبل الشرق ومن قرابتهم القضاة بنو السباعي أولاد أحمد بن قاسم بن فاضل أخي داود بن قاسم جد بني طميح.
والسيد الأديب الشاعر أحمد بن أحمد الأنسي المعروف بالزنمة المتوفى سنة 1115 ترجمه في نسمة السحر وقرابته في أنس يعرفون ببيت القهدة وهو القايل من أبيات :
ألا حي ذاك الحي من ساكني صنعاء
فكم أحسنوا بالنازلين بهم صنعا
ومن شعره في عود يسمى السلوان وصاحبه المطاع :
أنت المطاع وعندك السلوان عود للسماع
كم قلت لما أن أتى أهلا بسلوان المطاع
والقاضي العلامة محمد بن محمد الآنسي بن علي بن محمد بن سعيد من علماء العصر بصنعاء توفي قريبا وأولاده بصنعاء في حارة عقيل وهو من محل صاعد ؛ إحدى قرى مخلاف حمير من أنس ومن فضلاء أنس الولي الزاهد ابراهيم بن أحمد الكينعي نسبة الى بني الكينعي من مخلاف ضوران توفي سنة 793 رحمه الله بصعدة وقد وضع أحد تلامذته مؤلفا في سيرة شيخه الكينعي سماه (صلة الاخوان في حلية بركة الزمان) والمؤلف موجود.
والقضاة بيت اللاحجي من مخلاف بني أسعد من أنس.
والقضاة بيت الغشم من هجرة القارة في جبل الشرق.
والقضاة بيت الحضراني من قرية حضران بجبل الشرق أيضا.
Sayfa 25
والقضاة بيت الشرقي أهل صنعاء والأهنوم من جبل الشرق من حضران.
والقضاة بيت الحلالي في صنعاء من قرية أحلال إحدى قرى مخلاف ابن حاتم من آنس.
والقضاة بيت الخالدي من مخلاف بني خالد في أنس ومن هذا المخلاف عزلة بني العنسي.
والقضاة بنو الفضلي من بلد بني فضل من مخلاف حمير أنس. والى بني فضل ينسب القشر الفضلي المجلوب الى صنعاء وذمار ، ومن مخلاف حمير قرية الخرابة محل القاضي محسن الحرازي المؤرخ وقرية وينان محل القضاة بني الويناني من مخلاف حمير ، ومن مخلاف بني قشيب قرية الجمعة منها القضاة بنو الواسعي (1) الذين في صنعاء وأنس ، والقضاة بنو السلامي من مخلاف بني سلامة من أنس. ونسب الى قرية سمح التي حكاها الهمداني آنفا في جبل أنس الأديب سعيد السمحي المتوفى سنة 1126 ترجمه في نفحات العنبر ، ومن شعره لما سرقت نقوده من جيبه ..
وأقسم إن لصا قص جيبي
وسل دراهما منه خبيت
وداعبه بعض إخوانه بقوله :
قل لسعيد كيف اجفانه
من بعد ما سارت جميع النقود
وفي قرية سمح المذكورة احد مساجد الامام الهادي يحيى بن الحسين الرسي رحمه الله وهي حمسة مساجد في اليمن نظمها القاضي سعيد بن حسن العنسي بقوله :
مساجد الهادي الى الحق خمسة
مباركة مشهورة اليمن في اليمن
Sayfa 26
وفي ضوران جامع من أحسن الجوامع عمره الحسن بن الامام القاسم بن محمد المتوفى سنة 1048 وقبره بضوران وفي ضوران (1) قبر الامام المتوكل إسماعيل بن الامام القاسم المتوفى سنة 1087 وقبر ابنه الامام المؤيد محمد بن المتوكل المتوفى سنة 1097. ومن أشهر المحلات في بلاد أنس حصن أشيح بوزن أفلح في بني سويد من مخلاف ابن حاتم ويعرف الآن عند أهل آنس بحصن ظفار وهو خراب ، وقد ذكره في معجم البلدان فقال : أشيح بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة : اسم حصن منيع عال جدا في جبال اليمن. قال عمارة حدثني سليمان بن ياسين وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بت في حصن أشيح ليالي كثيرة وأنا عند الفجر أرى الشمس تطلع من المشرق ليس لها من النور شيء وإذا نظرت الى تهامة رأيت عليها من الليل ضبابا وطخا يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبخار فاذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وهاد تهامة وما ذاك إلا لأن المشرق مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته. وقال أبو عبد الله الحسن بن القاسم الزبيدي يمدح الداعي سباء بن أحمد الصليحي وكان منزله بهذا الحصن.
إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيح أو
إن نابك الدهر فاستمطر بنان سبا
انتهى كلام صاحب المعجم باختصار.
ولعل الشاعر المذكور هو ابن القم صاحب زبيد فإنه وفد إلى صاحب أشيح ومدحه ، ومن قرى أنس قرية المرون من مخلاف بني خالد إليها ينسب السادة بنو المروني وهم من ولد يحيى بن منصور بن مفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن الامام يوسف الداعي ، وقرية ذي حود محل القضاة بيت الشبيبي ، والقضاة بيت الحودي أهل ذمار ، وهذه القرية من مخلاف المنار ومن مخلاف المنار أيضا عزلة بني الذاهبي محل القضاة بني محيى الدين ، وعزلة كهال وفيها هجرة القضاة بني الفاضلي. وفي مخلاف المنار
Sayfa 27
معدن العقيق الصافي وهو الذي حكاه الهمداني سابقا وسماه محفر البقران وفي مخلاف ابن حاتم المذكور سابقا حصن هداد من الحصون المشهورة ، وفي مخلاف بني قشيب حصن الدروع وهو مشهور وفي مخلاف ضوران حصن الدامغ ، وفي مخلاف ضوران أيضا حمام طبيعي يعرف بحمام علي ، وحمام آنس يقصده الناس من جهات شتى للإستشفاء به من الأمراض وجبال آنس ترتفع أعلاها عن سطح البحر نحو ثلاثة آلاف متر تقريبا. وفي آنس مزارع وعيون جارية وفي أوديتها أشجار البن والقطن وفي بلاد أنس مزارع الذرة والبر والشعير والعدس وقد غرس في بعض الأودية أخيرا أشجار البرتقال والليم العجيب الذي حبه في حجم الأترج وصلح صلاحا كاملا ، وانتفع الناس بها وحملت على السيارات الى صنعاء وتهامة وغيرهما.
وجمهور مياه آنس تسيل في تهامة وتفضي الى البحر الأحمر عن طريق وادي سهام شمالي أنس ، وعن طريق وادي رمع جنوبي أنس وهذان الواديان من أشهر أودية اليمن كما نبينهما في محلهما من هذا الكتاب إن شاء الله. ومن أعمال آنس ناحية جهران. وهي ناحية متسعة شرقي بلاد آنس ذات حقل واسع يعرف بقاع جهران وفيها قرى كثيرة منها معبر فيها مركز ناحية جهران ، ورصابة وهي أكبر قرية في جهران وفي المثل (ما في المدن غير صنعاء وفي البوادي رصابة) وقرية ضاف وسربة وأفق والواسطة وخشران ويكار ، وليكار قصة عجيبة وهي أن بني بخيت من قبائل الحدا أخذوا بقر أهل يكار ظلما واقتسموها بينهم وفضل منها ثور اتفق بنو بخيت على أن يستسقوا بالثور الفاضل (1) وبعد الاستسقاء وقع المطر على مزارع يكار محل أصحاب البقر المأخوذة. ومياه جهران تسيل في مأرب جميعها ، ومساحة جهران من الجنوب الى الشمال مسافة ست ساعات مشيا على الأقدام ومن الشرق إلى الغرب نحو أربع ساعات تقديرا.
قال في معجم البلدان : مخلاف جهران يقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان ، وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم وقرن تراحب وقرن قباتل ينسب الى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير. حدثني القاضي المفضل بن أبي الحجاج
Sayfa 28
قال : حدثني راشد بن منصور الزبيدي أن قبر روبيل بن يعقوب بظاهر جهران وقال اللحجي : جهران في بلاد عنس انتهى كلام ياقوت قلت وقباتل في جنوبي جهران ، وهي الآن من مخلاف منقذة تابع ذمار .. ويرتفع حقل جهران عن سطح البحر سبعة آلاف قدم وسبعماية قدم تحقيقا والقدم ثلاثون سنتمترا. ومزارع جهران الذرة والشعير والبر وأكثره على ماء المطر.
وفيه آبار كثيرة قريبة المياه على نحو ستة أمتار تسقى منها بعض الأراضي بنزع المياه على البقر والجمال.
يتصل بجهران من جهة الجنوب بلاد عنس من أعمال ذمار ومن جهة الشرق بلاد الحدا ومن جهة الشمال بلاد الروس من نواحي صنعاء ومن جهة الغرب بلاد آنس ، وتتصل بلاد آنس من جهة الجنوب بمغرب عنس وناحية عتمة ومن جهة الغرب ببلاد ريمة ومن جهة الشمال الشرقي ببلاد الروس ، ومن جهة الشمال الغربي بناحية البستان والحيمة الخارجية وعانز من أعمال حراز.
مساحة قضاء آنس بما فيه جهران من الشرق إلى الغرب مسافة ثلاثة أيام تقريبا مشيا تقريبا ومن الجنوب إلى الشمال مثل نصف ذلك نحو يوم ونصف تقريبا أو يومين ، الطريق بين ذمار وصنعاء من قاع جهران ، أول محطة من ذمار الى صنعاء معبر ، وهي مركز جهران ، ومنها يمر المسافر عن طريق نقيل يسلح الى وعلان من بلاد الروس ثم صنعاء وهذه الطريق محدثة إذ الطريق في الماضي من شرقي جهران الى يكلى من بلاد الحدا ، وتعرف الآن يكلى بالجهارنة من مخلاف الكميم ثم سيان من بلاد سنحان ثم صنعاء وقد ذكر هذه الطريق الحاج أحمد بن عيسى الرداعي ثم الخولاني في أرجوزة الحج وهو من علماء القرن الثالث وهذه الأرجوزة حكاها الهمداني في صفة الجزيرة وأثبتها جميعها وهي طويلة جدا سنثبت منها ما نحتاج إليه في محلات من هذا الكتاب كقوله في ذكر المحلات التي مر بها من طريق يكلى.
* (أول مسيرة)
Sayfa 29
قال الهمداني وهذه مواضع بين رداع وأسبيل والعنق والهدجان والايفاض ضروب من السير إلى أن قال :
ثم معشى ليلها أسي
حيث بنى حمامه النبي
قال الهمداني حمامه يريد حمام سليمان بن داود عليهما السلام وخوى أي امتد في الأبواع ، ومنه خوى للصلاة أي تفتح وخوى البعير أي تفتح باركا وجبل الأسي من بلاد ذمار .. انتهى!
ذو حدب ثم المعشى الثاني
يكلى ومعداها على سيان
قال الهمداني قال أبؤر وهو يريد بئر الخولاني لأن الموضع يسمى بهذا الاسم وكذلك تقول العرب أخذنا طريق الشقرات وهي شقرة واحدة.
وفي هذا القدر كفاية من الأرجوزة وسنذكر منها ما نحتاج إليه في محله كما قدمنا فهي طويلة عدة أبياتها ستماية بيت وخمسة وثلاثون بيتا ذكر فيها جملة مواضع في طريق مكة. قال الهمداني : والحاج أحمد بن عيسى من خولان العالية سكن رداع. ومن أقسام مخلاف حمير المذكور سابقا خمس بني السهاقي وخمس بني فضل وخمس الحبس وخمس الوسط وحزيم غشيم والسلف ، وشيخ مخلاف حمير أحمد صالح غشيم ومن قبائل بلاد آنس : بيت المقداد وبيت غيلان وبيت السنحاني. ومن علماء آنس السابقين بيت
Sayfa 30
معرف وبيت الأعقم والقاضي ابراهيم حثيث المقبور في قبة حثيث (1) رأس نقيل المصنعة وفي ضوران اليوم طائفة من الأشراف من ذرية المتوكل اسماعيل ومنهم بيت زبارة وبيت مغل وغيرهم ..
(حرف الهمزة مع الباء وما إليهما)
** الابارة :
** إب :
مسافة ست مراحل يفصل بينها وبين قضاء آنس الذي تقدم قضاء ذمار وقضاء يريم. وفي إب مركز القضاء الذي يشمل مخلاف الشوافي ومخلاف بعدان وناحية جبلة وناحية المخادر وناحية حبيش.
إب من أجمل مدن اليمن ذات أرض خصبة وهواء معتدل ترتفع عن سطح البحر نحو ألفي متر تقريبا. وموقع إب في رأس ربوة متصلة بمساقط جبال بعدان من غربي بعدان ، ويتصل بإب من غربيها مخلاف الشوافي ، ومن جهة الجنوب ناحية ذي جبلة ، ومن جهة الشمال ناحية المخادر. وهي تمتد الى جهة الشمال الشرقي يقابلها من الشمال الغربي ناحية حبيش ، يفصل بين إب وحبيش مخلاف السحول من ناحية المخادر. وفي إب جامع ومساجد كثيرة وحمام ، وفيها عين جارية تأتي من جبل بعدان تعرف بالمشنة لها ساقية توصلها إلى إب وإلى مساجدها وحمامها. وحول إب عيون جارية يسقى بها بعض الأراضي التي يزرع فيها القضب وهو القت أو البرسيم ويزرع عليها البقول والبن ونحو ذلك. أما معظم بلاد إب فتزرع على ماء المطر وتكتفي به ، وأكثر مزارعها الذرة ما خلا جبال بعدان وجبال المخادر وجبال حبيش وجبال مخلاف الشوافي وجبال ناحية جبلة ففيها مزارع الذرة والبر والشعير والعدس والقلا والحلبة ونحو ذلك. وفي ناحية المخادر وناحية حبيش أودية تزرع البن والقات. أما البقاع المنخفضة كمخلاف السحول وناحية جبلة وباب ميتم من بعدان ونحو ذلك مما يساويها مثل شرقي مخلاف
Sayfa 31
الشوافي والحوجين من إب فجل مزارعها الذرة. ومياه قضاء إب تسيل الى ناحيتين أما ناحية المخادر وناحية حبيش والجانب الشمالي من بعدان ومخلاف الشوافي والحوج الشمالي من إب فجميع ما ذكر تسيل الى زبيد عن طريق وادي زبيد النافذ بين ناحية حبيش من يمانيه (1) وناحية وصاب من شماليه فينفذ الى زبيد ثم يصب في البحر الأحمر من ساحل زبيد .. وأما ناحية جبلة والجانب اليماني من مخلاف الشوافي وبعدان والحوج اليماني من إب فجميعها تسيل في باب ميتم وتنفذ الى وادي لحج وتصب في البحر الهندي من ساحل عدن.
حتى نفس مدينة إب ما انحدر من أزقتها جنوبا فالى البحر الهندي وما انصب شمالا فالى البحر الأحمر .. يتصل ببعدان من شرقيه ناحية النادرة ويتصل بناحية المخادر من شرقيها وشماليها قضاء يريم ، ويتصل بناحية حبيش ومخلاف الشوافي وناحية ذي جبلة من جهة الغرب قضاء العدين ويتصل بناحية جبلة من جهة جنوب وشرق ناحية ذي السفال. قال في معجم البلدان : أب بالفتح والتشديد كذا قال أبو سعيد ، والأب : الزرع في قوله تعالى وفاكهة وأبا ؛ وهي بليدة باليمن ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض الهاشمي وقال ابن سلفة إب بكسر الهمزة قال سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن القلعي يقول سمعت عمر بن عبد الخالق الإبي يقول : بناتي كلهن حضن لتسع سنين قال : وإب مكسور الهمزة من قرى ذي جبلة باليمن وكذا يقول أهل اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح. انتهى كلام ياقوت.
قلت والصحيح أنها بكسر الهمزة وما حكاه من أنها من قرى ذي جبلة فذلك فيما سبق ، أما اليوم فقد صارت ذي جبلة من أعمال إب كما أسلفناه .. قال في شرح القاموس وينسب إلى إب الفقيه المحدث أبو العباس أحمد بن سليمن بن أحمد بن صبرة الحميري مات سنة 728 ولي قضاء إب ترجمه الجندي انتهى .. قلت : ومن مشاهير فضلاء إب الفقيه العلامة سيف السنة أحمد بن محمد بن عبد الله بن مسعود بن سلمة البريهي
Sayfa 32
ثم السكسكي المتوفى سنة 586 ترجمه الجندي وغيره ، وقبره في إب مشهور.
والشيخ أبو الخطاب عمر بن عبد الرحمن بن حسان القدسي والده قدسي وامه عسقلانية توفي سنة 688 في إب ، وخلف بنتا واحدة تزوجها الشيخ عيسى بن محمد بن عمران الصوفي انتهى من تاريخ الأهدل قلت ولم يزل في إب وبلادها علماء وأدباء وشعراء وفضلاء وفي كتب التراجم والتواريخ ذكر عدد كثير منهم من نسب الى إب ، ومنهم من نسب إلى بلد من أعمالها مثل ذي جبلة وبعدان ونحو ذلك .. وفي إب وبلادها من بيوت العلم من الأشراف أولاد علي بن المتوكل على الله اسماعيل بن الامام القاسم بن محمد في إب وجبلة توفي علي بن المتوكل في إب سنة 1096.
وفي جبلة من ولد إبراهيم بن محمد بن إسحق بن المهدي بن أحمد بن الحسن الامام القاسم جماعة. وفي إب أولاد اسماعيل بن محمد بن الحسن بن الامام القاسم والسادة بيت الغرباني من ذرية الامام القاسم بن علي العياني في إب والملحمة من أعمال إب ، والسادة بيت سفيان وبيت شيخ من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب والفقهاء بنو المجاهد وبنو العنسي وبنو الحداد وبنو المفتي وهم في الأصل من بيت الحبيشي أهل وصاب وبيت البريهي وبيت صبرة وبيت الشويطر وبيت الصباحي وبيت الصنعاني وبنو النزيلي وبيت أبا سلامة وغيرهم من فقهاء إب وأعمالها. ويسكن في إب وبلادها كثير من قبايل المشرق من بطون همدان وخولان وغيرهم كآل أبي لحوم من قبايل نهم في ناحية المخادر والشوافي والثماثمة من سفيان وبنو الوادعي من حاشد وآل الرصاص وآل عنان وغيرهم من قبائل حاشد في ناحية المخادر وآل دماج والبرابرة وآل دمينة وغيرهم. من قبائل ذو محمد بن غيلان في جبلة ومخلاف الشوافي والحوجين في إب وفي السحول من ناحية المخادر ، ومن قبائل خولان العالية آل راجح وبنو الصوفي وآل أبو حليقة وبنو السعيدي وغيرهم في بعدان وحبيش ، ومن قبائل ذو حسين نفر يسير من آل فلاح والشوف في بعدان.
مساحة قضاء إب بما إليه من النواحي مسافة يومين (للماشي ، نحو ستين كيلومترا (1) من الجنوب إلى الشمال ومثلها من الشرق إلى الغرب ، وقد
Sayfa 33
صارت إب في العصر الحاضر مركز لواء يشمل قضاء إب وقضاء العدين غربي قضاء إب ، وناحية ذي السفال جنوبي قضاء إب ، وقضاء قعطبة بما فيه ناحية النادرة شرقي قضاء إب بجنوب ، وقضاء يريم شمالي قضاء إب بشرق.
ومساحة هذا اللواء من الشرق إلى الغرب مسافة خمسة أيام تقديرا ، ومن الجنوب الى الشمال نحو مسافة أربعة أيام تقديرا.
ومن أعمال إب ذي جبلة بكسر الجيم وإسكان الموحدة وفتح اللام ثم هاء التأنيث وهي في الجنوب الغربي عن إب على مسافة ساعة ونصف ساعة. ولذي جبلة أعمال هي عزلة الوقش ، وعزلة الأسلاف ، وعزلة وراف وعزلة الربادي ، وعزلة المكتب ، وعزلة أنامر العليا ، وعزلة أنامر السفلى ، وعزلة الثوابي ، وعزلة النقيلين ، وعزلة المعشار ، وعزلة الأصابح ، وعزلة الشراعي ، وعزلة الشهلي ، وعزلة جبل رعويين. وكل عزلة مما ذكر تشتمل جملة قرى ومزارع.
قال في معجم البلدان : جبلة بالكسر ثم السكون ذو جبلة مدينة باليمن تحت جبل صبر هكذا قال وهو خطأ فإن صبر هو جبل تعز ثم قال : وتسمى جبلة ذات النهرين وهي من أحسن مدن اليمن وأنزهها وأطيبها قال عمارة : جبلة اسم رجل يهودي كان يبيع الفخار في الموضع الذي بنت فيه الحرة الصليحية دار العروبة وسميت باسمه وكان أول من اختطها عبد الله بن محمد الصليحي المقتول بيد الأحول (1) يوم المهجم في سنة 473 وكان أخوه علي ولاه حصن التعكر وهذا الحصن على الجبل المطل على جبلة وهي في سفحه وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء وكان عبد الله بن محمد قد إختطها في سنة 458 وحشر إليها الرعايا من مخلاف جعفر وقال علي بن محمد بن زياد الماربي وكانت ذو جبلة للمنصور بن المفضل أحد ملوك بني الصليحي فأخذها منه الداعي محمد بن سبأ فقال :
بذي جبلة شوقي إليك وإنها
لتظهر بالشيخ الذي ليس يعمر
وكان بذي جبلة الفقيه عبد الله بن أحمد بن أسعد المقرىء صنف
Sayfa 34
كتابا في القراءات السبع وكان أبوه فقيها قال القاضي مسلم بن ابراهيم قاضي صنعاء حدثني عبد الله بن أحمد قال رأيت في المنام قايلا يقول لي كلم السلطان فخرجت وتبعني أبي سريعا قال وتأويل هذه أني أموت وسيموت أبي بعدي. قال فمات ومات أبوه بعده بثلاثة أيام حزنا عليه وصنف أيضا كتابا في الحديث جمع فيه بين الكتب الخمسة الصحاح. وأوصى عند موته بغسل تلك الكتب فغسلت ، انتهى كلام ياقوت.
وقال أبو محمد الطيب ابن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان وسبب انتقال المكرم الى ذي جبلة أنه كان يهوى الإقامة بصنعاء وكانت امرأته السيدة التي فوض تدبير المملكة اليها لما فلج (كان) هواها في الاقامة بجبلة فأمرته يوما أن يحشر الناس الى الميدان فحشرهم وأشرف عليهم فلم يقع بصره إلا على برق السيوف ولمع البيض والأسنة ، ثم توجهت والمكرم معها الى جبلة وأمرته أن يحشر الناس الى الميدان بجبلة فحشرهم وأشرف عليهم فلم يقع بصره إلا على رجل يجر كبشا وآخر يحمل ظرفا فيه سمن أو عسل وآخر يخرز نعلا فقالت له : العيش بين هؤلاء أصلح فانتقل المكرم الى جبلة واختط بها دار العز وفيها يقول عبد الله بن يعلى :
هب النسيم فبت كالحيران
شوقا إلى الأهلين والجيران
انتهى كلام ابن مخرمة.
قلت وخدد وحب والتعكر حصون في بلاد إب وسنذكرها إن شاء الله قريبا.
وفي جبلة جامع حسن من عمارة السيدة أروى (1) بنت أحمد بن محمد الصليحي وقبرها بجانبه وله أوقاف كثيرة ، ومن علماء جبلة بيت السادة ومن قرى ذي جبلة قرية عرشان قال في معجم البلدان : عرشان بلد تحت
Sayfa 35